» تقارير
تجمع الفاتح بالعلم السعودي ينتقل إلى ستاد البحرين الوطني
2011-09-06 - 1:57 م
فانتازيا مباراة البحرين-قطر (0\0)!
مرآة البحرين (خاص): ستاد البحرين الوطني يبدو أنه سيكون ساحة مفتوحة جديدة للمزايدة الوطنية مع انطلاق تصفيات الدور الثالث من سباق الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014.
الرياضة وكرة القدم تحديدا لم تعد مجالا رياضيا بحتا، الانتهازيون والباعة في سوق المزايدة الوطنية يقتحمون هذه الساحة ويعلنون نقل تجمع الفاتح إلى مدرجات ستاد البحرين الوطني، حصل ذلك مع انطلاق تصفيات الدور الثالث المؤهلة إلى المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم والفترة المقبلة ستشهد المزيد.
ولم تعر الصحافة الرياضية أي اهتمام للتعادل السلبي الذي خرج به منتخب البحرين أمام شقيقه القطري في أولى مباريات التصفيات في المنامة، فالتعليمات صدرت من ديوان رئيس الوزراء بالتركيز على صور المدرجات والأعلام، لم يعد الفوز أو التعادل ولا حتى الخسارة يشكلون أي فارق في حسابات المزايدون وتجار النخاسة الوطنية!
وبدا القلق واضحا على النظام من تبعات استضافة المنتخب القطري في أولى مباريات المنتخب، فالاهتمام العالمي بتصفيات كأس العالم، يمكن أن يعطي الثوار المزيد من الضوء على قضيتهم المطلبية، لذلك كان لابد من تفكير استباقي مخابراتي قائم على نشر البلبلة وربما الخوف للتأثير السلبي على التدفق الاعتيادي للجمهور في مثل هذه المناسبات الرياضية!
المؤسسة العامة للشباب والرياضة بدورها تقاعست عن القيام بأي خطوة لتحفيز الجمهور على التوجه إلى ملعب المباراة، وهو ما لم يحدث سابقا، عندما كانت المؤسسة تقوم بحملة تتواصل لأكثر من أسبوع على مختلف وسائل الإعلام والشوارع والطرقات لدعوة الجماهير، ماذا يعني ذلك في استحقاق رياضي هو الأهم؟
النظام يخشى أصوات المزامير والهتافات المعادية وسط نقل فضائي واسع الانتشار لذلك عمد إلى التشويش على ذهنية الجمهور لإبعاد أبناء القرى والمناطق المضطربة عن الملعب وضمان تواجد مقبول لمناصريه حتى وإن كان جمهورا هجينا يشكل المجنسون غالبيته، هذه لحظة أخرى للاعتماد على "البلطجية" للهتاف بأن "الشعب يريد خليفة بن سلمان" وبأن "البحرين ستبقى مملكة خليفية"، هذه الملكية غير القابلة للتفاوض أو التنازل حتى وإن كان ذلك على حساب إزهاق الأرواح والزج بالناس في غياهب المعتقلات!
وقبل انطلاق المباراة الأولى بأيام قليلة ظهرت على أجهزة "البلاك بيري" و"الآي فون" وموقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" دعوة بدت مشبوهة للوهلة الأولى تؤكد على أهمية استثمار المباراة المنقولة فضائيا عبر قناتي الجزيرة الرياضية والدوري والكأس القطريتين لإحراج النظام، تلتها مباشرة دعوة مضادة للعزوف وإظهار ثقل الجمهور المعارض!
لعبة واضحة قائمة على بث الشائعات والارتياب وسط مناخ ملوث يستوعب ويتعاطى معها بصورة يومية، فالشائعة تكفي للتشويش على ذهنية المتلقي خصوصا عندما لا تكون مسنودة بدعوة رسمية تتبناها جهة موثوقة، مجرد رسائل تتدفق على أجهزة "البلاك بيري" و"الآي فون" من دون تحديد مصدرها تقول "احضروا" وأخرى مناهضة تقول "لا تحضروا"!
على رغم حماس البعض للتجاوب مع دعوة الزحف نحو ستاد البحرين الوطني، إلا أن الحماس سرعان ما هدأ مع اتضاح خيوط مؤامرة تستهدف اصطياد أكبر عدد ممكن من الشباب المعارض في مكان مغلق يصعب الفرار منه، يسهل فيه نشر رجال المخابرات وسط المجاميع البشرية خطوة مكشوفة كان يمكن أن تؤمن لأجهزة الأمن صيدا سهلا في فترة بالغة الحرج!
النظام وقع على احتمالين مثيرين، الأول أن يحضر الجمهور المعارض ليقع بين "كماشة" رجل الأمن والمخابرات المندسين وسطه، والثاني ألا يحضر ويفتح المجال أمام هتافات ذات لون واحد لا علاقة لها بالمرة بالرياضة ولا بالمنتخب ولا بتصفيات كأس العالم، "الشعب يريد خليفة بن سلمان" إنه الهتاف الذي كان مطلوبا أن يعلو فوق صوت كل شيء طوال زمن المباراة وتناسي إخفاق المنتخب الوطني في أولى مبارياته في التصفيات!
مدرجات الدرجة الثانية خلت تماما من الجماهير، وهو ما أثار انتباه معلق المباراة في قناة الدوري والكأس ودعاه إلى التساؤل عن سر هذا العزوف اللافت في أولى مباريات المنتخب في استحقاق مهم للغاية هو تصفيات كأس العالم، عزوف غير مسبوق يؤكد على وعي الجمهور المعارض بالأساليب البدائية التي تعتمدها أجهزة النظام، والنتيجة وقوع مباراة البحرين وقطر في المرتبة الأخيرة وفق إحصائيات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من حيث الحضور الجماهيري الذي لم يزد على 6 آلاف شخص من أصل 35 ألف مقعد هي الطاقة القصوى للملعب.
الحضور الجماهيري تركز على جانبي المنصة، وهما جانبان يشغلهما عادة جمهوري أندية المحرق والرفاعين، وهو جمهور هجين شكل المجنسون غالية ساحقة فيه مع أطقم الرابطة الرسمية للمنتخب التي تعالت هتافاته السياسية وسط المدرجات.
وكما كان متوقعا، ظهر العلم السعودي وسط المدرجات في إشارة واضحة على تأكيد التدخل السعودي في الشأن البحريني والرغبة الجامحة لدى النظام في منحه بعدا شعبيا، من خلال دفعه وسط المدرجات كما لو كان فعلا تلقائيا أو عفويا لتقويض أي حلم بالتحرر وتحقيق المطالب التي ذهب ضحيتها 35 شهيدا والمئات من الضحايا وآلاف المعتقلين.
التحدي الأكبر أمام النظام ومريديه، سيكون موجودا في تصفيات كأس العالم حين يستضيف منتخب البحرين نظيره الإيراني في الحادي عشر من نوفمبر المقبل، مباراة كروية ستكون خارج حسابات التنافس الرياضي في ظل الاتهامات الرسمية للنظام البحريني لإيران بدعم الثورة الشعبية المطالبة بإصلاحات حقيقية.