عدسة المصور حسين حبيل وقلبه: عرَّف العالم على الغازات السامة تحاول السلطة قتله ببطء في السجن
2014-08-11 - 6:34 م
مرآة البحرين (خاص): عدسته فتحت أعين العالم على الغاز السام الذي تتنفسه البلدات والمناطق البحرينية وساكنوها كل ليلة، غاز يتحول إلى كتل سحاب وضباب، تنشره قوات المرتزقة التابعة لوزارة الداخلية بين المنازل. لهذا اعتقلت السلطات الأمنية المصور الفوتوغرافي حسين حبيل.
يستحق حبيل (21 عاما) الحرية لأنها حقه ويستحق أن يمسك بعدسة كاميرته من جديد لتخترق "فلاشاتها" من جديد سحب الغاز وتبددها. وحبيل، وهو مصور حر، حاز جائزة صحيفة "الوسط" المستقلة الأولى في التصوير الفوتوغرافي، ونشرت صوره عدد من وكالات الأنباء والعديد من الصحف العالمية التي يغطي فيها الغاز المسيل للدموع الذي توجهه قوات المرتزقة نجو المتظاهرين.
عدسة حبيل استفزت قوات القمع وآمريهم فتم التقصي عنه وبُثت عيون الاستخبارات للوصول اليه وإلقاء القبض عليه واتهامه بأنه عضو في "شبكة 14 فبراير الإعلامية" و"حركة تمرد" التي تدعو إلى المشاركة في التظاهرات السلمية، كما اتهم بـ"التحريض على كراهية النظام" و"الاتصال بمعارضين بحرينيين في المنفى".
حاولت وزارة الداخلية نفي صفة الصحافي عنه إلا أن "الاتحاد الدولي للصحافيين" اعتبر حبيل صحافياً ليلجم وزارة الداخلية عن ادعاءاتها. ذكر حبيل إن مدير الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني العقيد بسام المعراج أشرف هو والضابط فواز الصميم على تعذيبه وتهديده بالاغتصاب وضربه على مختلف أنحاء جسده والبصق عليه طوال أربعة أيام.
بعد ذلك، نقل حبيل إلى النيابة العامة ومن ثم إلى سجن "الحوض الجاف"، وبعد بضعة أيام، نقل إلى إدارة التحقيق الجنائية مرة أخرى وإلى مكتب الصميم لاستجوابه، حيث تعرض له بالضرب وهدده مجددا بالاعتصاب. وفي منتصف الليل، تم نقله إلى النيابة العام مرة أخرى حيث تم استجوابه بحضور محاميه. واقتيد حبيل إلى النيابة العامة في 14 أغسطس/آب 2013 لتأكيد شهادته من دون حضور محام معه، وزاره خلال اليوم نفسه المدعي العام في "الحوض الجاف" وجدد اعتقاله 45 يوما بتهمة "المشاركة في مسيرات غير مصرح بها".
يعاني حبيل من ألم في القلب وضيق في التنفس ولا تعيره إدارة "جو" الرعاية الصحية اللازمة ولا ينقل إلى المستشفى لمتابعة مواعيده الطبية، كما لا يسمح بإعطائه الأدوية التي يصرفها له الطبيب. وقد تم استدعاء الصميم كشاهد إثبات في جلسة المحكمة السابقة على رغم أنه الشخص نفسه الذي حقق معه وهو المسؤول عن تعذيبه، فحكمت عليه المحكمة بالسجن 5 سنوات بتاريخ 28 أبريل/نيسان 2014. يقضي حبيل حاليا فترة حكمه في سجن "جو" وسط أجواء غير ملائمة لوضعه الصحي.
تجدر الإشارة إلى أن نشطاء و"مجموعة 19"، وهي تجمع لإعلاميين بحرينيين مستقلين، خصتت اليوم الاثنين (11 أغسطس/ آب)، للتغريد على "تويتر" عن حاله المصور البحريني المعتقل حسين حبيل ولمطالبة السلطات بإطلاق سراحه