* نادر عبدالإمام

بعدما سرّب أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان عرضا شفهيا تلقته المعارضة من السلطة يفضي إلى تشكيل حكومة 666 أي 6 شيعة و6 سنّة و6 من آل خليفة، تبعت هذا الإعلان ضجّة وفوضى تصريحات رسمية، بعضها هستيري كتصريح وزير العدل بأن 666 التي تكلم عنها أمين عام الوفاق "ماهي إلا 666 سطار"!

أما الناطقة باسم الحكومة سميره رجب فقالت "لا يوجد شئ اسمه 666 وأن المحاصصة الطائفية خيانة للوطن وهي مرفوضة".

في حين أن مطلب المعارضة الوطنية وعموم شعب البحرين، هو دولة المواطنة المتساوية بعيداً عن المحاصصة الطائفية أو الاستئثار بالحكم من قبل عائلة .

الموالاة فزعت لرفض المحاصصة الطائفية، ومن يسمعها يظن أنّها تطالب بدولة المواطنة المتساوية! فيما الحقيقة هي ترفض المحاصصة لأنّها تريد استمرار دولة الإقصاء والتمييز والامتيازات الطائفية والقبلية.

الحكومة والموالاة يريدان أن يأخدوا المعارضة بالسوط برفضهم "المحاصصة الطائفية"، وكأن الموجود دولة الإنصاف والمواطنة لا دولة الاستبداد والإقصاء الطائفي.

المحاصصة الطائفية ليست مطلب الشعب البحريني، ولكن إذا كان البديل هو الاستفراد بالسلطة وإقصاء الغالبية السياسية من المشاركة في الحكم فخيار المحاصصة الطائفية هو الخيار الأمثل وينبغي الجهر به ولا نخجل من ذلك.

لا يخدعنا تصريح الحكومة بأن "المحاصصة الطائفية" هي خيانة للوطن كي يكون هذا الخيار مستبعدا من قبل المعارضة! ينبغي ألا نقع في هذا الفخ ونردد مقولة السلطة بأننا نرفض المحاصصة الطائفية!

على المعارضة أن تعيد صياغة أدبياتها في مطالبها من الآن وتطرح أولاً المطلب الرئيس كما هو مبين في "وثيقة المنامة" دولة المواطنة المتساوية. وإذا رفضت السلطة هذا المطلب وهذا الخيار فعليها أن تطرح كما يطرح سنّة العراق بحكومة شراكة أو محاصصة طائفية.

أعلم أنّ هذا المطلب ليس هو الخيار الأمثل ولا هو المطلب الرئيس للمعارضة البحرينية، ولكن هو بالتأكيد أفضل من خيار الاستبداد والإقصاء الطائفي للمكون الشيعي.

أمّا مقولة المحاصصة الطائفية خيانة للوطن كما تقول الناطقة باسم الحكومة فهي مردود عليها. إذا كانت المحاصصة خيانة، أليس الاستبداد خيانة للوطن؟ أليس الإقصاء والتهميش للشيعة خيانة للوطن؟

أليس التجنيس السياسي والعبث بهوية البلد خيانة للوطن؟ أليست سرقة الأراضي والسواحل خيانة للوطن؟ أليس استجلاب مرتزقة لقمع المواطنين خيانة للوطن؟ أليس السماح بدخول قوات دراع الجزيرة خيانة للوطن؟

كل هذا ليس خيانة للوطن بنظر السلطة. فقط المحاصصة الطائفية هي الخيانة لأنّها ستقطع من الحصّة الواحدة للسلطة!

علينا بطرح كافة الخيارات وتبيان أسباب كل خيار ولماذا ذهبنا إليه وليكن خيار المحاصصة الطائفية مطروحاً وبقوة، ومن يرفض هذا الخيار سواء من سلطة أو موالاة فليقدم خيار دولة المواطنة والأغلبية السياسية ونقول له تقدم ونحن معك في هذا الخيار.

* رئيس الجمعية البحرينية لمناهضة التمييز "إنصاف"

____________________________

المقالات والتعليقات التي تنشر تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر عن رأي "مرآة البحرين" بالضرورة. نستقبلها على البريد التالي:

 editor@bahrainmirror.com