» تقارير
الكادر الطبي يصرح لمرآة البحرين في يوم إضرابه الثاني: الحرية أو نسقط دونها واحدا بعد الآخر
2011-09-01 - 7:00 ص
مرآة البحرين (خاص): ما يزال الكادر الطبي يصارع من أجل إيصال صوته من داخل زنازين عنابر الحوض الجاف إلى المنظمات الحقوقية والطبية لمساعدته في إخلاء سبيله من التوقيف الذي تجاوز 5 شهور منذ مارس الماضي. بيان مقتضب تم تسريبه لمرآة البحرين يوم أمس الأربعاء 31 أغسطس، أكد فيه الأطباء أنهم لا يمثلون أي رأي سياسي، الأطباء هم مجموعة مهنية بحتة. وأوضح أنه بعد بدئه الإضراب العام عن الطعام والدواء "تم منع الأطباء من الخروج من الزنزانة كلياً وممارسة أي نوع من الأنشطة مما يعرض ظروفهم الصحية للتدهور" وقد ناشدوا اللجنة الملكية البحرينية المعينة لتقصي الحقائق للتدخل الفوري(1). وقد ذيل الكادر الطبي بيانه أن "أي رسالة أو بيان يصدر، لا يمثل الرأي الشخصي للأطباء الموقوفين جميعاً".
وفي تصريح خاص لمرآة البحرين من داخل سجن الحوض الجاف -نتحفظ على ذكر الطريقة حماية للكادر الطبي المعتقل- أوضح أنه منذ اليوم الأول للإضراب جاءهم أكثر من طرف أمني برتب عسكرية مختلفة يحاول أن يثنيهم عن الاستمرار في الإضراب، لكن الكادر الطبي كان مصراً على الاستمرا في الإضراب وإيقاف هذه المهزلة غير القانوني، حتى تحقيق مطالبهم وإن تساقطوا واحداً وراء الآخر، وأن الإضراب جاء بعد صبر طويل على التوقيف غير القانوني الذي لم يعد محتملاً، خاصة في ظل خطاب الملك في العشر الأواخر من شهر رمضان الذي أكد فيه على حدوث انتهاكات داخل المعتقلات. وفي خطوة من قبل الأمن، حضر مساء أمس الجمعة اللواء إبراهيم الغيث، يفاوض الأطباء لفك الإضراب دون نتيجة وطالبوه بالإفراج لفك الإضراب ووعدهم بزيارة النائب العسكري ولجنة بسيوني.
وبيّن الكادر الطبي في تصريحه الخاص لمرآة البحرين أن أحد أهداف الإضراب هو إعادة جميع التحقيقات التي انتزعت فيها الاعترافات تحت وطأة التعذيب وذلك بحضور المحامين وومثلين موثوقين من لجنة التحقيق الملكية المستقلة. أبدى الكادر الطبي تحفظه على بعض الأسماء التي تحفظ على ذكرها في الوقت الحاضر، كونه التمس فيها عدم الحيادية في لقاء سابق معها.
وحول ما توارد من أخبار عن إقحام قوات الشغب لداخل العنابر 5، 6 الذين شهدا الإضراب، نفى الكادر الطبي المعتقل في تصريحه لمرآة البحرين ذلك، وأوضح أن تواجد رجال قوات الشغب كان طبيعياً لحفظ الأمن، فيما أكد أنه قد تم منع المعتقلين من مشاهدة التلفاز وأغلقت عليهم أبواب الزنازين محاولة للضغط عليهم من أجل التراجع عن الإضراب الذي يكمل يومه الثاني.
وعن الحالات التي تعرض لها عدد من المعتقلين مساء الثلاثاء 30 أغسطس، واستدعت نقلهم إلى المستشفى، استبعد المصدر أن يكون الأمر مرتبط بشكل مباشر بالإضراب حيث لم يكن قد مضى عليه وقت كاف حينها، لكنه ربطه بالإجهاد العام الذي يعاني منه المعتقلون عامة.
ما تم تسريبه لمرآة البحرين يوضح في تفاصيله أن الهدف من الإضراب هو الإفراج الفوري عن الكادر الطبي الذي تعرض للاعتقال بطريقة غير قانونية، وتم استجوابه بشكل غير قانوني، وتم انتزاع الاعترافات منه بطريقة غير قانونية، وتمت مصادرة متلكات شخصية له بطرق غير قانونية، مع إرجاعها بعضها، بالإضافة إلى طريقة التوقيف غير القانونية التي تعرضوا لها، إذ إنهم عانوا من التوقيف في التحقيقات الجنائية أكثر من 20 يوماً، قضوها معصوبي الأعين موثقي الأيدي وملقين على الأرض، وهي جميعها إجراءات غير قانونية.
الملفت، هو أن القسم الذي تمّ التحقيق فيه مع الكادر الطبي في إدارة التحقيقات الجنائية هو قسم التحقيق الخاص بقضايا المخدرات (!)، وهو قسم سيء الصيت ومعروف بتجاوزاته القانونية، وتوجد ضده عدد من قضايا السرقة والنهب، عرف عنه قيام المنتمين له بعمليات نهب وسرقة أثناء المداهمات فيما يخص قضايا المخدرات، وهو ذاته ما تعرض له الأطباء خلال مداهمة بيوتهم من سرقة عدد من متلكاتهم الشخصية. ينتمي إلى هذا القسم كل من (مبارك بن حويل) و(نورة الخليفة)، وهما من الأسماء المعروفة بتورطها في التعذيب بشكل عام، وفي تعذيب الكادر الطبي أثناء فترة التحقيقات بشكل خاص.
الأخطر، هو أن مبارك بن حويل، بالإضافة إلى كونه المحقق الذي قام بانتزاع الاعترافات من الكادر الطبي في التحقيقات، فقد تم الاستناد إليه في المحكمة العسكرية كشاهد إثبات، وكان حاضراً منذ الجلسة الأولى لمحاكمة الأطباء في القضاء العسكري، وهو ما يجعل الكادر الطبي يؤكد على عدم قانونية المحاكمة.
يؤكد الكادر الطبي المعتقل لمرآة البحرين، أنه لا يعني بهذا رفضه للمحاكمه، بل على العكس من ذلك، لكنه يؤكد أهمية المحاكمة في ظروف وأجواء صحية وليست في الظروف الحالية. وفي محاكم مدنية لا عسكرية "نحن على ثقة أنه لو كان هناك نظام نزيه وعادل لأطلق سراح المعتقلين من الكادر الطبي منذ الجلسة الأولى بسبب عدم قانونية كل ما مر به من مراحل".
زارت لجنة ضحايا التعذيب التي شُكلت ضمن لجنة بسيوني، الكادر الطبي برئاسة السير نايجل رودني، استمعت اللجنة إلى ما تعرض له الكادر من انتهاكات، ولم تخف ذهولها مما سمعت، أحد المحققين أمريكي الجنسية قال للكارد الطبي: "إنها أشياء لا يصدقها العقل أن يتعرض الطاقم الطبي في بلد ما لكل هذا".
الرسالة الأخيرة التي يرغب الكادر الطبي بتوصيلها، أن ما يتعرض له اليوم مسجل في ذاكرة البحرين السيئة التي لا يمكن أن تزال، وهو ما لم يحدث في أية دولة وأي مكان في العالم، وأن هناك جهات طبية وحقوقية أوصلت للكادر الطبي، أن ما حصل للكادر الطبي في البحرين سيجعلها تبادر بالعمل على سن تشريعات وقوانين دولية لحماية الأطباء من التعرض للتعذيب، وأن الكادر الطبي البحريني سيكون هو المثل الحي الذي سيتم إحضاره للمشاركة بتجربته في هذه المؤتمرات التي تنظمها هذه الجهات والمنظمات، وسيكون النموذج الذي تضعه أمام ناظريها وهي تباشر بسن هذه القوانين، وأنها ستعقد مؤتمرات طبية وحقوقية، وستدعو الكادر الطبي البحريني ليكون مشاركاً فيها ومتحدثاً عن بشاعة ما تعرض له من تجربة ناتجة عن غياب القانون.