وزير الخارجية: "إخوان البحرين" لايتبعون التنظيم الدولي ونفي "نجاتي" لم نقصد به "السيستاني"
2014-07-13 - 4:37 م
مرآة البحرين: قال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، إنه ليس لديه علم بطلب إيران إعطاء جمعية "الوفاق" مقاعد وزارية في التشكيل الحكومي الجديد، موضحاً "لم نسمع بهذا الشيء لا منها ولا من الولايات المتحدة، الإعلام تسمع فيه الكثير".
في سياق آخر، أوضح وزير الخارجية في لقاء تليفزيوني مع قناة «روتانا خليجية» بث عصر أمس السبت (12 يوليو/ تموز 2014) ونشر في صحيفة "الوسط" اليوم الأحد، بأن البحرين "احترمت الفترة التي كان مقررا (لمساعد وزير الخارجية الأميركي توماس مالينوسكي) بقاءه فيها، وهي يومان، وبعدها ذهب إلى المطار"، مضيفاً "منذ أن صدر القرار لم يسحبه أحد إلى المطار". ونفى أن يكون هناك دعم سعودي لخطوة طرد المسئول الأميركي "أبداً، المملكة العربية السعودية، ليست لها أية علاقة بهذه الخطوة، ونحن من منطلق معرفتنا بالأمور في مملكة البحرين اتخذنا هذه الخطوة في وزارة الخارجية".
إلى ذلك، قال وزير الخارجية إن البحرين لا تعتبر جمعية المنبر الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في البحرين "جماعة إرهابية"، وأوضح "البحرين ليس لديها تنظيم تابع إلى الإخوان ضمن التنظيم الدولي، في البحرين لدينا جماعة متعاطفون مع هذا التوجه، وهناك بلدان لا تخلو من هذا الأمر، لكننا في البحرين لدينا قانون، ومن يخالف القانون يعاقب ضمن القانون، وحتى الآن لم يبدر عندنا أي تآمر باسم هذه المجموعة، ونحن نراقب الوضع".
واستدرك آل خليفة "لكن لا نخالف تصنيف المملكة العربية السعودية هذه المنظمة بالإرهابية، لكن بدون شك نحن نقف مع الإمارات في اجراءاتها، وسنتعامل مع أي تجاوز للقانون كما تعاملت معه".
ووصف علاقة بلاده بقناة الجزيرة القطرية بالقول "ليست جيدة، أن تأتي قناة وتصدر عليك فيلماً (صراخ في الظلام) وتنشره في العالم وتحاول أن تتصيد عليه جوائز في العالم، هذا الفيلم أساء للبحرين وجرح أهل البحرين وأصدرته قناة الجزيرة"، متمنياً "أن تتحسن علاقتنا بهذه القناة، لأنها قناة كبيرة ولها تأثيرها، لكن في النهاية لا نقبل بمثل هذه الأمور".
وقال آل خليفة إن إبعاد رجل الدين آية الله الشيخ حسين نجاتي، ممثل المرجع السيستاني "لم يقصد به السيستاني (...) آية الله السيستاني له احترامه وتقديره، وله من يتبعه في البحرين، والذي قصد في الموضوع هو النجاتي لأعمال قام بها في البحرين". وأضاف "البحرين علاقتنا بالأخص بالحوزة الدينية في النجف علاقة تاريخية وموقفهم، عندما طالب الشاه الإيراني بالبحرين، موقف تاريخي، لا ننسى عندما دعوا شعب البحرين إلى التصويت مع عروبتهم ومع استقلالهم، هذه علاقة تاريخية لا تغيرها أحداث نمر فيها اليوم"، على حد تعبيره. فيما يلي مقتطفات من الحوار:
* عندما نرى إبعاد رجل الدين الشيعي حسين النجاتي، باعتباره ممثلاً للسيستاني، وإبعاده كأنما يفهم أن العلاقة بين البحرين والعراق ليست في أفضل حالاتها، بل إنها سيئة؟
- لم يقصد السيد السيستاني في هذا الموضوع، آية الله السيستاني له احترامه وتقديره، وله من يتبعه في البحرين، والذي قصد في الموضوع هو النجاتي لأعمال قام بها في البحرين، وهو الذي جاء ونصَّب روحه بنفسه باعتباره وكيلا للسيد للسيستاني، ونحن مع احترامنا للموضوع، لكن الواحد لا ينصب نفسه، هناك أصول، وهناك إجراءات، الشيء لم يقصد به العراق ولا السيد السيستاني.
* ما أقصده، هل هذا الموضوع له دلالة على وجود فجوة بين البحرين والعراق؟
- البحرين علاقتنا بالأخص بالحوزة الدينية في النجف علاقة تاريخية وموقفهم، عندما طالب الشاه الإيراني بالبحرين، موقف تاريخي، لا ننسى عندما دعوا شعب البحرين إلى التصويت مع عروبتهم ومع استقلالهم، هذه علاقة تاريخية لا تغيرها أحداث نمر فيها اليوم.
*ومع نوري المالكي اليوم؟
- نوري المالكي هو رئيس وزراء العراق، لكن العراق اليوم في مشكلة وفي ورطة، هل هذا الشيء يتعلق بدور المالكي؟ هذا ما نريد أن نسمعه من الشعب العراقي، نحن لا نتدخل في شئون أحد، كما لا نريد أن يتدخل أحد في شئوننا.
* موقفكم من نظام الأسد كان ضمن موقف مجلس التعاون، اليوم هل تغير موقفكم من نظامه؟
- موقفنا من بشار الأسد لم يتغير، نحن نبحث عن حل سياسي، يعيد الاستقرار إلى سورية، وليس هناك حل عسكري حقيقة، الكل يعي ذلك.
* هل هناك اتصالات معهم؟
- هناك سفارتهم موجودة في البحرين، وهناك تمثيل دبلوماسي، لكن الاتصال العادي بينا وبينهم لا يوجد، لكن لم نصل إلى مرحلة القطيعة الكاملة، في نهاية الأمر ما يهمنا هو سورية والشعب السوري، يجب أن يكون هناك حل على أساس اتفاق جنيف أو الوصول إلى اتفاق آخر.
* هل هناك شباب بحريني يقاتل في سورية اليوم؟
- نعم موجودون.
* مع أية جهة يقاتلون؟
- للأسف، المسألة صارت مذهبية، هناك من أبناء الشيعة ذهبوا إلى جانب أحزاب تقاتل مع النظام، وهناك ناس من أبناء السنة يقاتلون مع جهات تقاتل النظام، ونحن لسنا مع هذه الجهة أو تلك، الشباب البحريني يجب أن ينأي بنفسه عن هذا الخيار، الكل يجب أن ينأى بنفسه عن هذا الأمر.
* هل هناك قرار بالمحاسبة لهم؟
- طبعاً، هناك قرار بالمحاسبة وقد تسقط عنهم الجنسية، إذا لم يعودوا خلال أيام محدودة.
* البحرين في خطوة مفاجئة طردت مساعد وزير الخارجية الأميركي لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان، توماس مالينوسكي، وأعلنت أنه شخص غير مرحب به، وعليه مغادرة البلاد؛ لأنه تدخل في شئونهم الداخلية، كلام لم نتعود أن تقوله البحرين لمسئول أميركي: توكل على الله، ما القصة؟
- صحيح، لا أحد تعود من بلدين قريبين صديقين وحليفين مثل الولايات المتحدة والبحرين، وهما أساس علاقة الولايات المتحدة بالمنطقة حيث بدأت مع البحرين، لا أحد كان يتوقع، لم يكن سهلاً علينا أن نصدر هذا القرار. دعنا نحصر هذا القرار بالموضوع والشخص نفسه، وليست له علاقة بأي موضوع آخر، نحن لدينا معهم علاقة عسكرية وأمنية وتجارية واتفاقيات تعليمية، يمكن أننا اليوم أكثر الدول العربية لديها اتفاقيات مع الولايات المتحدة، هذا الأمر يثبت أن الأمر محدود وسنتعامل معه. لكن الولايات المتحدة لم تعتبره موضوعاً محدوداً، بل على العكس قالت انه انتهاك للتقاليد الدبلوماسية.
لدينا موضوع مع هذا الشخص، هذا الرجل ليست المرة الأولى له يأتي فيها إلى البحرين، كان في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وجاء سابقا وكان لديه احتكاك مع رجال الأمن، وكانت له حكاية قديمة، وتولى الآن مسئوليته الرسمية، ونحن في البحرين لدينا حوار يرعاه الملك وولي العهد، وهناك أمور كثيرة تجرى في البلد، هناك حساسيات في البحرين من بعض الأمور التي تقوم بها الولايات المتحدة، ولاتزال من مدة قريبة تتعلق بالتدريب والاندي آي (NDI)، هناك أمور كثيرة والناس (صايرة حساسين)، هناك العمل السني الشيعي... الرجل وصل إلى البحرين، ذهب إلى مجلس رمضاني إلى جمعية الوفاق، ومع احترامي له لا أظن أنه فكر في الموضوع بالشكل الصحيح؛ بسبب الحساسيات الموجودة في هذا البلد، وثاني يوم مرة ثانية اجتمع بهم اجتماعا رسميا وأيضا ذهب إلى السفارة وهم أيضاً (جمعية الوفاق) زاروه في السفارة. فهل أنت قدمت للمساعدة أو لتزيد الأمور بلة؟
* هل هناك مشكلة في التقاء الأطياف الرسمية معه؟ هل يجب حضور وزارة الخارجية معه؟
- دع هذا الموضوع، هذه الأمور ينظمها القانون المحلي، لكن الموضوع الأساسي أن الموضوع بحريني، وليست هذه المرة الأولى التي تحدث بينهم مثل هذه الأمور، وليست أول مرة تكون لهم مطالبات، شعب البحرين له تاريخ طويل في تحقيق مطالبه وتطلعاته بأسلوبه، الآن لدينا وضع يختلف في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة، هناك تدخل خارجي واضح، وصارت حساسية بين البحرينيين، إذا وجد طرف أن جهة جاءت من الخارج ومالت إلى إحدى الجهات لا يقبل، هناك صور انتشرت في تويتر وغيرها عن اللقاء، البحرين صارت فيها ردة الفعل، وثانيا زاد الطين بلة أن صار اللقاء بعدها.
المسألة أننا أردنا أن نرسل رسالة محددة أن هذا الشأن بحريني، وهذا الشأن يجب أن يقف عند حده، وهذا الرجل تجاوز حده.
الموضوع، أخذ القيد والعطاء بينا وبين الاميريكين، منذ أن صدر القرار لم يسحبه أحد إلى المطار، احترمنا الفترة التي كان مقررا بقاءه فيها، وهي يومان، وبعدها ذهب إلى المطار.
* هل صحيح أن إيران طلبت من البحرين إعطاء الوفاق مقاعد وزارية في التشكيل الجديد؟
- لم نسمع بهذا الشيء لا منها ولا من الولايات المتحدة، الإعلام تسمع فيه الكثير، لكن إيران ليس لها دخل في البحرين، وأرجو أن تهتم إيران بشئونها.
* هل هناك رؤية سياسية جديدة لأميركا بشأن التغيير في البحرين؟
- هناك رؤى سياسية موجودة في العالم، تكتبها مراكز الأبحاث أو بعض المفكرين. هناك رؤى سياسية أودت ببلدان في المنطقة، ونحن يهمنا الاستقرار وشأننا نحن مسئولون عنه.
مسئولية أمن البحرين لها جانبان، الجانب الأول قدرات البحرين الذاتية وجيشها والدفاع عن نفسها، والجانب الآخر هو اتفاقنا مع دول مجلس التعاون، والاتفاقية الدفاعية المشتركة، هذا هو الذي يوفر الأمن لنا في مجلس التعاون.
* هل نفهم أن هناك دعماً سعوديّاً لخطوة طرد المسئول الأميركي؟
- أبداً، المملكة العربية السعودية، ليست لها أية علاقة بهذه الخطوة، ونحن من منطلق معرفتنا بالأمور في مملكة البحرين اتخذنا هذه الخطوة في وزارة الخارجية.
* لكن ألا تخافون من أن تكون هناك تداعيات مستقبلية جراء هذه الخطوة بين الولايات المتحدة والبحرين، وخاصة إذا عرفنا أن مقر الأسطول الخامس موجود في البحرين؟
- العلاقات بيننا ليست وليدة اليوم، وتعود إلى القرن 19، وعلاقات متشعبة في مختلف المجالات، ومنها وجود الأسطول الخامس، نحن شركاء في ضمان هذا الممر المائي الهام، ولدينا اتفاقيات في التجارة الحرة والتعليم، أنا رجل درست وعشت في الولايات المتحدة، ولي علاقات مع الولايات المتحدة، كما لي علاقات في البحرين. العلاقات مع الولايات المتحدة علاقات قوية وثابتة وراسخة.
* التقارب الموجود بين الولايات المتحدة وإيران، هل يمكن أن يدفع الداخل البحريني فاتورته؟
- هذا الكلام، أنت تقراه ونحن نقرأه، إذا كان الموضوع يتعلق بالموضوع النووي الإيراني، فنحن ندعو لهم بالتوفيق، ويبعد شبح الحرب عن المنطقة، لا أحد يريد حرباً في المنطقة لا الشعب الإيراني ولا الدول الكبرى ولا نحن، لكن إذا كانت المسألة تتعلق بأمننا واستقرارنا والتدخل في شئوننا، فهذا الأمر نحن كفيلون به، ودول المجلس لن تسمح به، ولدينا اتفاقياتنا مع الدول الكبرى، وما نسمعه من الولايات المتحدة أنهم لن يسمحوا لأية جهة وبالأخص إيران أن تفتح هذه المواضيع فيما يخص دول الخليج، أما إذا كان أمر يتعلق بالمستقبل فلكل حادث حديث.
* هذه صورة رمزية لدوار اللؤلؤة، وترمز إلى الاحتجاجات الموجودة في فترة ماضية. إلى أين وصل ملف الإصلاح السياسي في مملكة البحرين؟
- البحرين في وقت هذه الصورة كانت في أزمة، هددت أمن واستقرار البحرين، لكن في الوقت نفسه المنسحبون من الدوار هم من أحرقوا الخيام، ولم تكن ساحة حرب، عندما جاء أمر بإخلاء المنطقة أحرقوا الخيام.
نحن لا نريد العودة إلى تلك الأزمة، البحرين دخلت في مرحلة إعادة الاستقرار خلال فترة السلامة الوطنية، وانتهينا منها قبل الموعد المحدد مسبقا.
الآن لدينا مسألة سياسية يجب أن ننتهي منها، وهذا يضعنا في الطريق الصحيح، البحرين دائماً كانت تحل مسائلها السياسية، والبحرين في كل فترة تصل إلى مرحلة وتصل إلى عنق الزجاجة لكن أهل البحرين بحوارهم يتجاوزونها، في الثلاثينات كان هناك حوار، وأيضا في الخمسينات، ولما كتب الدستور والمجلس النيابي كان هناك حوار، وفي التسعينات و2001 كان هناك حوار وحققنا منه قفزات كبيرة سياسية.
* إذن لماذا نسمع (أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ) علي سلمان يقول إن الحكومة ليست لها إرادة بالحوار؟
- من يقول هذا الأمر؟ هو من يسأل عنه. ولا أتفق معه.
* لكن حتى أنت كلامك، عندما قلت فليرحلوا إلى كوكب آخر أو شيء من هذا القبيل؟
- أنا قلت هذا الكلام عندما جاء أحد الأشخاص من هذا الطرف أو ذاك، وتكلم بطائفية، يتكلم عن الطائفية في هذا فليذهب إلى كوكب آخر، أو جزيرة في أحد المحيطات ولا يرينا وجهه، البحرين من البلدان التي فيها تنوع مذهبي هي الدولة الوحيدة الناجحة والتي تشتغل عجلتها من الصباح إلى المساء، أما من يأتي لنا اليوم بأمراض طائفية تعاني منها دول أخرى في المنطقة فليرحل عنا، لأن مجتمعنا لا يتحمل ولا يريد هذا الأمر.
* إذاً، أنت تقول إن كل حوار مفتوح، إلا أن يكون الحوار طائفيّاً؟
- أي شيء على أساس طائفي لن ينجح، هذا مجتمع متجانس، أنا عشت في البحرين في فترة كانت الطائفية في أقل درجاتها، المسألة السنية الشيعية مسألة قديمة، ولكن لم تصل إلى درجة أن يحدث انقسام مجتمعي، لكن اليوم نتيجة وضع في المنطقة وتدخل في المنطقة أصبح لدينا وضع طائفي، ونحن نريد أن نحصن بلدنا من هذا الأمر، أما الحوار فهو جارٍ وسينجح.
* هل هناك سقف للحوار؟
- الحوار ليس له سقف، الجميع جاء إلى الطاولة، والحوار يجري حتى اليوم. الملك لم يمنع من أن يوضع أي شيء على الطاولة، لكن الملك يعي ويعرف مصلحة بلاده، وإذا تسألني فأنا متفائل.
* دستور البحرين يتحدث عن ملكية دستورية، لكن أنا أرى أن الأسرة الحاكمة تسيطر على كل الأمور والقرار السياسي في البلد.
- هذا الأمر غير صحيح ولا نقبله، البحرين فيها الملك وثلاث سلطات (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، والبحرين عندما حدثت أزمة العام 2011، كانت سلطتان يرأسهما اثنان من أبناء البحرين الشيعة، المجلس التشريعي وكان يرأسه علي صالح الصالح، والسلطة القضائية كانت المحكمة الدستورية وكان يرأسها المرحوم إبراهيم حميدان، إذاً كانت سلطتان من ثلاث يرأسهما أبناء البحرين الشيعة، فأين التهميش وسيطرة العائلة الحاكمة؟ أما الحديث عن الوزراء، فالمسألة تحكمها الكفاءة.
* هم لا يتكلمون عن الوزراء، هم يتكلمون عن أن البرلمان يشكل الحكومة؟
- الآن في دستور البحرين، المجلس المنتخب وهو مجلس النواب في استطاعته أن يرفض برنامج الحكومة، وعلى الحكومة إعادته لها بعد تعجيله، وإذا رفض هذا البرنامج مرة ثانية فهذا رفض للحكومة، هذا شيء أصيل في دستور مملكة البحرين، كل الذي أطلبه من الجميع أنك لا تهضم حقوقك ولا تستخدم حقوقك وتجلس خارج اللعبة، ادخل في المسألة وأصبح جزءاً من بلادك ومن القرار في بلادك.
* ماذا عن إيران؟
- إيران لدينا قطيعة حقيقية معها، الموضوع الذي أتكلم عنه موضوع داخلي، لكن عندما تأتي في التدخل وإذكاء الفتنة في البحرين، ومحاولة إبقاء البحرين غير مستقرة فكانوا دائما يقومون به، دائما كنت التقي مع وزير خارجية إيران السابق والحالي، وأقول له من حقك أن تتكلم عن سورية، وان تتكلم عن الموضوع في البحرين وأرى كيف أرد عليك، لكن لو سمحت لا تضع البحرين وسورية في جملة واحدة، وتقول إننا نبحث عن حل في البحرين وسورية، ماذا أتى للبحرين في سورية؟ سوريا فيها مأساة إنسانية كبرى، بينما البحرين بلد يمشي ويحاول أن ينتهي من هذه المسألة وسينتهي منها.
* ألا يمكن أن تكون لطهران أية لمسة في الحل البحريني؟
- لا. ليست لهم علاقة بالحل في البحرين، المسألة بحرينية وأهل البحرين كفيلون بها، في العام 2009 عندما حدثت مشاكل في إيران عندهم قلنا في مجلس التعاون لهم أنتم كفيلون بحل الموضوع، ونتمنى لكم الاستقرار.
* هناك جهات، ومنها المعارضة الشيعية، تصف قوات درع الجزيرة بالاحتلال. هل يمكن أن يكون هذا الملف قابلاً للتفاوض؟
- أمن منطقة الخليج المتكامل الذي يمثل درع الجزيرة جزءاً منه غير قابل للتفاوض، ارجع إلى ميثاق العمل الوطني، مسألة انتمائنا إلى محيطنا الخليجي لا يمس، انتماؤنا إلى المنطقة لا يمس.
أول جهة استخدمت لفظ احتلال لقوات درع الجزيرة هي قناة العالم، ومن قال إنه احتلال؟ هل وجود قوات درع الجزيرة في حفر الباطن ومن ضمنها قوات بحرينية وغيرها احتلال للمملكة العربية السعودية؟ وهل مشاركة قوات درع الجزيرة في تحرير الكويت احتلال؟ هذه اتفاقية لدرء أي خطر خارجي.
هل هناك من رأى بعينه وجها لأي جندي من قوات درع الجزيرة في الشارع يتعامل معه فليتكلم، هم توجهوا إلى جنوب الجزيرة والى منطقة قرب المطار وإلى مصافي البترول.
* هل تورطت إيران في تدريب بحرينيين؟
- نعم هذا صحيح، هذه حقيقة، أنهم دربوا في معسكرات تابعة لهم في إيران والعراق ولبنان، وهربوا أسلحة، وهذه أمور لدينا عليها إثباتات، قنابل ومتفجرات، هذا الأمر ليس نحن من نقوله فقط، أن ما تم اكتشافه من أسلحة هو نفس ما تم التعرض له بجنودهم في المنطقة.
* لكن في المقابل نجد أن هناك تقاربا كويتيا مع إيران...
- نحن لسنا ضد أي علاقة طيبة مع إيران، لأنهم من سينقلون كلامنا إلى إيران بصورة صحيحة، نحن نتطلع إلى علاقة طيبة مع إيران، نحن لدينا سفير في إيران وهم ليس لديهم سفير لدينا، القطيعة قائمة وقادمة من إيران وليس من عندنا.
* كيف تصف باختصار العلاقة البحرينية السعودية؟
- علاقة الشعب الواحد والبلد الواحد، وان كانت هناك نقاط حدودية بيننا.
* وماذا عن المشروع الذي يطرحه العاهل السعودي الملك عبدالله عن الاتحاد؟
- مشروع الاتحاد ليس قيد التأجيل، بل هو على جدول أعمال كل الاجتماعات الوزارية الخليجية؛ لأنه يتعلق بإرادة الشعوب، وعندما وضع الملك عبدالله مشروع الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، فهو نقلَ تطلعات الشعوب، وعن نفسي أنا أعتبر كل بلدان مجلس التعاون بلداً واحداً، هذا مطلب شعبي سنصل إليه، لكن المسألة متى سنعي أن علينا أن نسرع الخطى لكي نصل إلى الإيقاع الجاري.
* إلى أين وصل ملف سحب السفراء من دولة قطر؟
- هناك اجتماعات تحدث، وتطرح كل جهة ملفاتها على الطرف الآخر، ليس من السهولة تسحب سفراءك على أمر بسيط، ولولا انه كانت هناك أمور مهمة لما تمت هذه الخطوة، نحن نعرف أن قادتنا كفيلون بالوصول إلى حلول، لكننا لا نريد أن ندفن مشاكلنا تحت السجاد. نحن نريد أن نصل إلى حلول، نريد مسيرتنا تنطلق إلى أمور صحيحة بكل سرعة ممكنة.
* ما المطالب التي تنتظرون من القطريين تلبيتها؟
- هناك لجان تجتمع تقريبا أسبوعيا، لكن لا يعلنون عن اجتماعاتهم، ومتأكد أننا سنصل إلى حل، وفي النهاية يجب أن يعي الكل أن مصلحتنا أننا لا يجب أن نعمل ضد بعض أو نتآمر ضد بعض.
* هل كانت مصلحة بحرينية مباشرة؟ أم المصلحة هي التضامن مع المملكة العربية السعودية والإمارات؟
- الاثنان، نحن ارتباطنا علاقة متجذرة مع السعودية والإمارات، لكن هناك جانباً يتعلق بالبحرين أن الكثير من أبناء البحرين يتم إغراؤه بمنحه الجنسية تحت مسبب أن له انتماء عائليّاً هناك، لكن الانتماء العائلي موجود في الجهتين.
* لكن يتم سحب السفراء بسبب منح الجنسيات؟
- موضوع الجنسية له جانب أمني، يؤثر على استقرار بلد ويفرغه من أهله، والأمر الآخر انك تفرق بين أبناء البحرين، وتتعامل في الموضوع على أساس مذهبي، إذا كان سنيّاً من قبائل عربية من أهل البحرين فالباب مفتوح، وإذا كان شيعيّاً فالباب أمامه مغلق.
*القطريون لهم مشروع بدعم الإخوان في المنطقة ودعموه في مصر وخارج مصر، والإماراتيون لهم مشروعهم الخاص بوأد هذا المشروع، أين تقف البحرين؟
- أي مشروع يستهدف دولة في مجلس التعاون فلا نقبل به، فإذا كان مشروع الإخوان يستهدف الإمارات أو السعودية فنحن ضده، ونعتبره يستهدف مملكة البحرين بدون أي شك، السعوديون والإماراتيون لم يستهدفوا أحدا في تاريخهم وفي هذه المسألة. لذلك موقفنا من هذا الموضوع مبدئي.
* هل تعتبر البحرين الإخوان جماعة إرهابية كما تعاملت معهم الإمارات؟
- البحرين ليس لديها تنظيم تابع إلى الإخوان ضمن التنظيم الدولي، في البحرين لدينا جماعة متعاطفون مع هذا التوجه، وهناك بلدان لا تخلو من هذا الأمر، لكننا في البحرين لدينا قانون، ومن يخالف القانون يعاقب ضمن القانون، وحتى الآن لم يبدر عندنا أي تآمر باسم هذه المجموعة، ونحن نراقب الوضع، لكن لا نخالف تصنيف المملكة العربية السعودية هذه المنظمة بالإرهابية، لكن بدون شك نحن نقف مع الإمارات في اجراءاتها، وسنتعامل مع أي تجاوز للقانون كما تعاملت معه.
* ولكن ماذا عن وضعهم في البحرين؟
- في الداخل البحريني لم يكن هناك تآمر من هذه الجماعة، لكن من يتعامل مع التنظيم الدولي سيتم التعامل معه بالطريقة ذاتها، كإرهابي كما صنفته المملكة العربية السعودية والإمارات.
* كيف هي علاقتكم مع قناة الجزيرة؟
- ليست جيدة، أن تأتي قناة وتصدر عليك فيلماً وتنشره في العالم وتحاول أن تتصيد عليه جوائز في العالم، هذا الفيلم أساء للبحرين وجرح أهل البحرين وأصدرته قناة الجزيرة.
* تقصد فيلم «صراخ في الظلام»؟ ألم يكن مهنيا؟
- لا، لم يكن مهنيا وفيه قلب للحقائق ومتحامل لآخر درجة، بل وتتم ترجمته لعدة لغات، ويأخذ للجوائز كأنه يباع بيعاً، أي واحد عنده منطق واستقلالية لن يقبل بهذا المنطق، لذلك علاقتنا ليست على ما يرام مع هذه القناة.
لكن نتمنى أن تتحسن علاقتنا بهذه القناة، لأنها قناة كبيرة ولها تأثيرها، لكن في النهاية لا نقبل بمثل هذه الأمور، ولكن الجمهور لا يعتمد على قناة أو قناتين، والجمهور ينتظر قناة العرب، والجمهور يريد مصداقية وصدقاً في النقل.
* هل خاطبتم القطريين بشان هذا الطرح؟
- أكثر من مرة، ولكن قالوا نحن لا نتدخل في حرية الإعلام لدينا، قلنا لهم أوقفوا الإساءة، في الغرب عندما يساء لك في الإعلام تستطيع رفع قضية، أما بيننا فليس لدينا نظام في رفع قضايا على بعضنا بعضاً.
- 2024-11-13إبراهيم شريف: نصف الدين العام تتحمله مصروفات الديوان الملكي
- 2024-11-12ماذا تريد السلطة من المحكومين بالإعدام؟!
- 2024-11-11رابطة الصحافة البحرينية: "إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية" أصبحت أداة ترهيب وتقييد مباشر لحرية التعبير
- 2024-11-08(الخليج ضد التطبيع) يستنكر الاستثمارات الخليجية في شركة أمريكية متورطة في دعم الإبادة في غزة
- 2024-11-08العلامة الغريفي: لا خلاص للبشرية إلا في ظل الإسلام