الصحف الأمريكية تتناول بتوسّع طرد مالينوسكي من البحرين: كان متفائلا بزيارته وإمكانية تحقيق مصالحة
2014-07-08 - 11:19 م
مرآة البحرين (خاص): عادت قضيّة البحرين لتتصدّر العناوين الصحافية لكبرى وسائل الإعلام الأمريكية على خلفية طرد مساعد وزير الخارجية الأمريكي توم مالينوسكي من البلاد مساء أمس، في تطوّر خطير تشهده العلاقات بين البلدين.
وتناولت الصحف الأمريكية بتوسّع قضية طرد مالينوسكي من البحرين، وأفردت مساحات مهمة من صفحاتها لتغطية هذا التطور البارز، كما تنوّعت التقارير المنشورة في مصادرها، وأطلّت من خلال هذه التقارير الأزمة البحرينية المستمرة منذ انطلاق ثورة 14 فبراير/شباط 2011.
وكان "مالينوسكي" مسؤولًا رفيعًا في منظمة "هيومان رايتس ووتش" قبل دخوله الحكومة هذا العام، وقد كان بذلك المنصب مدافعًا عن مزيد من الحقوق للغالبية الشيعية في البحرين، بحسب ما أوردت عدد من الصحف الأمريكية.
نيويورك تايمز: كان متفائلا
من جهتها قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن البحرين أمرت المسؤول الأمريكي الرّفيع بقطع زيارته ومغادرة البلاد بعد لقائه مع الجمعية الشيعية المعارضة الأهم في البحرين، وأوردت أن بيان الحكومة البحرينيةلم يحدّد طبيعة الاجتماع الذي شارك فيه السيد مالينوسكي.
السيد "مالينوسكي" الذي بدأ، يوم الأحد، رحلة كان من المفترض أن تستغرق أربعة أيام، أبلغ أصدقاءه أنه "متفائل بشأن الزيارة وإمكانية تحقيقمصالحة" كما روى أحد معارفه لصحيفة نيويورك تايمز.
وقالت الصحيفة "يبدو أن هذا الإجراء كان للإيقاعبوزارة الخارجية بغتة" ونقلت أنمسؤولين أميركيين، سعوا يوم الإثنين، لإقناع البحرين بإبطاله.
وبحسب الصحيفة، فقد كان الرّدّ البحريني الحادّ على لقاء السّيّد "مالينوسكي" مقياسًا للاستقطاب العميق في البلاد، الّتي هزّتها الاضطرابات منذ اندلاع ثورة 2011 التي يقودها الشيعة للمطالبة بنيل المزيد من الحقوق السّياسيّة من النّظام الملكي السّنّي.
وقال "هادي الموسوي"، العضو في "جمعية الوفاق" للصحيفةإنّه صُدِم بإعلان الحكومة، فالاستقبال الّذي حضره السّيّد "مالينوسكي" يوم الأحد هو حدث اجتماعي أسبوعي تعقده الوفاق خلال شهر رمضان المبارك.
وقال السيد الموسوي "لم يكن هذا اجتماعًا مغلقًا.وأضاف، لم تكن هناك توقعات كبيرة من زيارة السيد "مالينوسكي" التي بدت بقصد إعادة الحوار الجدي بين الحكومة والمعارضة، في أفضل الأحوال".
"لكن مع هذا الحدث المؤسفأ أخشى أن الأمور قد تدهورت"، نيويورك تايمز نقلا عن الموسوي.
ورأت الصحيفة أن البحرين أنتجت وضعًا مربكًا لإدارة أوباما، الّتي حاولت الحفاظ على تحالف قوي مع النّظام الملكي السّنّي على الرّغم من المخاوف بشأن حقوق الإنسان.
لوس أنجلوس تايمز: مالينوسكي منع من دخول البحرين مؤخرا
صحيفة لوس أنجلس تايمز كتبت أن الحادثة تزيد في حدّة التّوتّرات بين أوباما وحليفه الاستراتيجي الهام في الخليج، وقالت إن مسئولين أميركيين حاولوا التواصل مع المسؤولين البحرينيين على أمل تجنب الطرد المحرج.
ونقلت الصحيفة عن "ستيفين ماكينيرني"، المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط POMED، الّذي ناقش زيارة البحرين مع "مالينوسكي" قبل بضعة أيام، قوله إنّ "هذا الأمر مستغرب جدًا ولا يبشر بإحراز أي تقدم في الأسابيع القليلة المقبلة".
وأضاف ماكينيرني "ربما من الأسلم أن نفترض أن هذه الخطوة هي بمبادرة من المتشددين في الحكومة، الّذين يتردّدون في إعطاء الشّيعة نفوذًا سياسيًا أكبر".
وقال "ماكينيرني" أنّ "مالينوسكي" كان قد مُنِع من دخول البحرين أثناء عمله في وظيفته الأخيرة، كما كان قد اعتُقِل في البحرين عن طريق الخطأ عندما ظهر في أحد الاحتجاجات.
وأضاف، إنّ هدف "مالينوسكي" من هذه الزيارة حثّ الجانبين على الاستفادة من الفرصة الحالية للتّفاوض.
وقالت لوس أنجلس تايمز إنه "لطالما كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والبحرين صعبة. حيث لا الحكومة ولا المعارضة تعتقد أن حكومة الولايات المتحدة تقف جانبها تمامًا".
وول ستريت جورنال: مسئول في الخارجية البحرينية حاول حضور اللقاء بين مالينوسكي والوفاق
صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤول بارز في الحكومة البحرينية ادعاءه بأنه قبل وصول مالينوسكي، كان هناك "اتفاق مسبق" بأنه سيلتقي بعدة جماعات سياسية في البحرين، وأن مسؤولًا من وزارة الخارجية البحرينية سيحضر هذه اللقاءات.
وأضاف المسئول أن ممثلًاعن وزارة الخارجية البحرينية أراد حضور لقاء في السفارة الأمريكية بين السيد مالينوسكي والوفاق ولكن لم يسمح له بالدخول، ماشكّل خرقًا للاتفاق، حسب وصفه.
وقال المسؤول البحريني إن الحكومة لديها مخاوف من المواقف السابقة للسيد مالينوسكي، والتي تعتبر "من جانب واحد"، وقال إن إصرار مالينوسكي على اللقاء بالوفاق لوحدها "تمييز يضر الجهود المبذولة من أجل الوحدة الوطنية والحوار والمصالحة".
ونقلت الصحيفة ما قاله سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، من أن الحادثة تمثل انتكاسة للعلاقات بين الولايات المتحدة والبحرين، وأنها استعراض رسمي للغضب الدبلوماسي، ما لم يكن مشهودا بين الحليفين.