نادر عبدالإمام *

زيارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما للرياض وعقده مباحثات رسمية مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة، كثر الحديث حولها وعن ما سيطلبه الرئيس الأمريكي من الرياض.

البعض يذهب إلى أنّ أوباما يحمل رزمة قرارات للرياض تتعلق بأمور المنطقة ورسم خارطة جديدة من التسويات تعيد واشنطن تموضعها في المنطقة بعد فشل مؤامرة إسقاط النظام السوري تكون الرياض القاعدة القديمة الجديدة لهذا التموضع.

لاشك أن ملف سوريا سيكون الأبرز في المحادثات وكذلك ملف الإرهاب واليمن والعراق ومصر والدور الإيراني الجديد في المنطقة بعد التقارب الغربي مع طهران.

ولكن ماذا عن البحرين؟ هذه الجزيرة الصغيرة بالحجم الكبيرة بالمشاكل والأزمات !!

هل ستكون حاضرة في محادثات اوباما مع الرياض؟

فالسعودية لديها قوات دخلت البحرين منذ عام 2011 لقمع الثورة الشعبية السلمية التي طالبت بالتحول الديمقراطي السلمي، والسعودية هي الحاضن الأكبر للنظام في البحرين وأي تغيير في هيكلة وبنية السلطة لن تسمح به إلا بما يتوافق مع السياسية الخارجية لها.

واشنطن بدورها كحاملة لواء الديمقراطية في العالم ستجد نفسها أمام حرج أخلاقي وإنساني كبير مع استمرار الحراك الشعبي السلمي في البحرين للعام الثالث على التوالي دون توقف رغم آلة القمع المستمرة والذي تدينها المنظمات الحقوقية ومجلس حقوق الانسان بشكل دوري ومستمر.

فهل تحتاج واشنطن إلى قرار وأمر في الرياض بضرورة تسوية الحالة البحرينية لصالح تحول ديمقراطي حقيقي يبقي العائلة الحاكمة في الحكم مع تقليص صلاحياتها لصالح الأغلبية السياسية؟ أم تحتاج إلى إقناع ومساومات في مباحثاتها  من أجل قبول الرياض بحل عادل في البحرين؟ 

المسألة ليست بهذه البساطة! فبعض المراقبين يرون في الملف البحريني ملف معقد جداً فهناك أغلبية شيعيّة وأي تحول ديمقراطي حقيقي يعني تشكيل حكومة من هذه الأغلبية وهذا الأمر لا يمكن للحكومات السنيّة الوراثية الهرمة في الخليج من السماح لحكومة منتخبة شعبية من أن تنولد في هذا الخليج.

لهذا تبارك هذه الدول عملية التجنيس السياسي والطائفي والقمع في البحرين خوفاً من هذا التحول. الرئيس الأمريكي إمّا أن يتصرف كرئيس أكبر دولة تزعم أنّها تنادي بحق الشعوب بتقرير مصيرها وتدعم حق الشعب البحريني بهذا الحق أو تستمر عبر سياسة إزدواجية المعايير ويستمر شعب البحرين في هذه الجزيرة الصغيرة في فضح هذه السياسة.

* رئيس المنظمة الدولية لمناهضة التمييز (إنصاف).