مَكلومة مَضروبة مُهانة وأبناؤها السبعة معتقلون.. أم سامي مشميع تهنئكم بعيد الأم!
2014-03-20 - 9:40 م
مرآة البحرين (خاص): بعد عائلة السميع، جاء دور عائلة المعتقل سامي مشيمع، فبعد 16 يوماً من اعتقاله مع أخيه رضا، ها هو النظام يعتقل فجر اليوم بقية أخوته: منير، وجاسم، وعبدالزهراء، وحسن، وعباس وإهانة والدتهم وإطلاق مسيل الدموع عليها، وتركها وحيدة مرمية في الشارع تبكي، هكذا يكرم النظام هذه الأم التي أصبح قلبها ومنزلها فارغاً قبل ساعات قليلة من حلول عيد الأم.
سبعة من الأبناء معتقلون لدى النظام، صار كل شيء فارغاً لديها، فارغاً من الحضور وفارغاً من المعنى، بعد أن جعلوها مكلومة، هي ومنزل جيرانها عائلة السميع التي تفتقد ثلة من أبنائها. لا أحد هنا سيقول لها غداً في عيد الأم: كل عام وأنت بخير يا أمي. لن يُقبّل أحد منهم رأسها، لن ترفع أصيص الورد في زوايا بيتها، سترفع بدلاً منها صور سبعة من الأبناء وروداً، في سجون نظام صار ينتقم من العوائل بشكل جماعي وسط صمت محلي وأقليمي ودولي.
فجر اليوم الخميس 20 مارس 2011، أتت قوات الأمن من المرتزقة أخذوا بقية بنيها، رفعت صوتها محتجة ضدهم، ركبت قوات المرتزقة فوق أسطح المنازل المتلاصقة، ارتفعت أصوات النساء من عائلة المرحوم الحاج مهدي مشيمع، أطلقت عليهم القوات غازات مسيل الدموع، وقامت بضربهن كما روى شهود من الجيران.
تم اقتحام منزل آخر وتمّ تكسير محتوياته، ذهب المرتقة إلى منزل عائلة الرأس رماني اعتقلوا عدداً من أبنائهم، خرجت النساء يتحدثن ويحتججن على اعتقال أبنائهن مرة أخرى، أخذوا بالاستهزاء بهن وشتمهن، والضابط الذي يرأسهم أخذ يتوعد بتصفية ما أسماهم "بالمخربين في السنابس" ذهبوا إلى منازل قرب (مأتم عبدالحي) وأخذوا بركل أبوابها، ليبثوا الرعب في قلوب الأهالي، وداهموا منزل لعائلة (آل ربيع) واعتقلوا شقيقين هما محمد وعلي. غادر المرتزقة السنابس وخلفوا وراءهم أمهات مكلومات مُهانات تم ضربهن واستباحة بيوتهنّ.
(مرآة البحرين) كانت قد زارت من قبل (أم سامي) مشيمع وإخوته، هذه الأم المكلومة قبل أيام من اعتقال بقية أبنائها، تحدثت عن ابنها سامي وعن حياته التي أصبحت مهددة بعد اتهامه بتنفيذ تفجير الديه مع آخرين، وعن رحلة الاستهداف والعذاب التي عاشها ويعيشها سامي مع إخوته.
(أم منير) وهذه هي كنيتها، امرأة نحيلة الجسم، تتحدث ويخنقها الحزن والدمع، نبرة صوتها تحكي العذاب التي تعيشه كأم، وبشرتها السمراء حفرتها أخاديد قسوة الحياة التي يعرفها كل من ذاق ظلم القبيلة الحاكمة.ترفع صوتها المنهك "بعد أسبوعين فقط من ضرب المعتصمين في الدوار (16 مارس 2011) صار سامي مطلوبًا".
سامي مشيمع |
تتحدث عن سامي "سامي من مواليد 1974، في انتفاضة التسعينيات تم اعتقاله لمدة شهر و5 أيام ثم أفرجوا عنه. في العام 2009، تم اتهمه في القضية المعروفة بقضية الحجيرة وصار مطلوبا فيها. في العام 2010 اعتقلوه في قضية التنظيم الإرهابي لمدة 7 أشهر، بتهمة محاولة تفجير سيارة، ولم يفرج عنه إلا بعد انطلاق الثورة في 14 فبراير".
توصل سرد قصته "فقط بعد أسبوعين من الإفراج عنه صار مطلوباً، لم يطل الأمر كثيراً حتى وصلوا له، اعتقلوه وتم تعذيبه بشدة وتم اتهامه بشتى التهم وحكموا عليه بالسجن عام ونصف العام، انتهى حكمه في شهر أكتوبر 2012 وخرج من السجن".
تلملم عباءتها، وتشكو "الصورة التي نشروها منذ أيام لسامي، كان معذباً قبلها، لقد عرفت ذلك، إن ابني كان مستهدفاً، تصوروا إن ضاحي خلفان قال بعد قليل من حدوث تفجير الديه، إن المتهم عمره أربعون عاماً وأنه أعزب، وبالفعل تمّ جعل سامي المتهم الأول في القضية، واعتقلوا معه عدداً من إخوانه".
تتساءل أم منير "سامي كيف يكون متهم بصناعة متفجرات ذات تقنية، بينما هو غير متعلم ولا يعرف القراءة والكتابة، صدقوني حتى إذا جاءته رسالة نصية عبر الهاتف يطلب من احد قراءتها له".
تواصل "ابني كما قلت لكم مستهدف، قلت لكم إنه تمّ الحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف العام، تصوروا أثناء قضائه هذه المحكومية ووجوده في السجن تم نشر اسمه على أنه قام بتفجير وحرق في مدينة حمد، فكيف يقوم بذلك وهو في السجن، من هنا يتأكد الاستهداف".
تخرج الأم جواز ابنها "لقد أشاعوا إن سامي سافر ليتدرب على صناعة المتفجرات، بينما جواز سفره غير مجدد ومنتهي الصلاحية منذ بضع سنين وتحديداً منذ شهر مايو العام 2010 وهو لم يسافر من البحرين، بل منذ 2009 أبداً، إذن كيف يشيعون أن سامي تردد على لبنان كما قالوا، وهو لا يسافر منذ عام 2009، قبلها سافر إلى تايلند لبضعة أيام فقط".
تؤكد الأم "سامي تعرض في الاعتقالات للتعذيب، فبعد اعتقاله في 2010 تم تعذيبه بصعقات الكهرباء في اأماكن حساسة في جسده، وبصب الماء البارد عليه ووضعه في أماكن باردة جدا، وقد ذكر ذلك في صحيفة الوسط، لقد تمت تعريته وإدخاله في خزان ماء مليء بالثلج وضربه بالأنابيب البلاستيكية، كما تم ضرب رأسه بالجدار"
تقول أم منير "اعتقلوه هذه المرة في يوم 5مارس أي ثاني يوم بعد تفجير الديه، وبعد ساعات فقط من اعتقاله، أعلنوه كمتهم أول، وهو بالتأكيد لم ينته حينها من التحقيق ولم يتم أخذه للنيابة".
تؤكد المعلومات إن سامي وبقية المتهمين خصوصاً المتهم الثاني عباس السميع، تم أخذه لزنازين القلعة، حيث حقق معهم جهاز الأمن الوطني، ظلوا هناك لمدة ثلاثة أيام في وسط تعذيب شرس ومتواصل، وبعدها تم نقلهم لمبنى التحقيقات الجنائية، وبعدها ظل سامي وعباس في التحقيقات الجنائية كل منهما في سجن انفرادي، وتم نقل بقية المتهمين في القضية إلى سجن الحوض الجاف. هو شخص أمي، فكيف يعتد باعترافاته، وكيف يوقع على أوراق اعتراف.
تحول أم منير حديثها عن ابن آخر "عبد الزهرة ابني اعتقل أول مرة 7 أشهر فيما عرف باسم قضية التنظيم الإرهابي 2010، واعتقلوه للمرة الثانية ثلاثة أيام بعد اختطاف قسري مع أخيه هاني، وبعدها اتصلوا لنا لتسلمهم، ذهبنا وتسلمناهم وكانا معذبين بشكل بشع جداً، لم يكونا يستطيعان الوقوف ولا الجلوس بمفردهم".
وعن ابنها الآخر رضا، تقول "رضا اعتقل لمدة 45 يوماً أول مرة، كما تم اعتقاله بعد فترة وظل ستة أشهر أخرى في السجن، وما زالت عليه محكمة شهر أبريل في قضية تجمهر وأعمال شغب، أيضا أخوا سامي، جاسم لأول مرة يتم اعتقاله، وحسن اعتقل مرة واحدة حين ذهب لدوار اللؤلوة المحاصر فيما عرف بفعالية العودة للدوار"
هذه المرة بعد تفجير الديه، تشرح الأم ما جرى "تم اقتحام المنزل، كسروا المنزل، وتم ملاحقة سامي من بيت لبيت من فوق الأسطح، تم اقتحام المنزل ثلاث مرات في يوم واحد، لم يبق لنا ستر، انتهكونا".
تردف " حضروا ليلاً قطعوا حفرة في خشب (الواتر بروف) أعلى المنزل، وأدخلوا مواد فوق السطح جلبها رجال الأمن وصوروها فوق المنزل، قاموا بعمل مسرحيتهم ثم ذهبوا بعد أن مكثوا أكثر من ساعة في المنزل، جلبوا معهم شنط وعلب مثل علب البيبسي لا نعلم ماذا بها".
تغريدات ضاحي بن خلفان |