من قبضة الجلاد عادل فليفل إلى ثورة 14 فبراير.... القائد المضحي "أبو هادي": بين قناة العالم وائتلاف 14 فبراير
2014-02-23 - 9:42 م
"أبو هادي" القائد المضحي، سخّر جُلّ وقته في خط الثورة، وربط ليله بنهاره نصرة لكرامة دينه وعزّة شعبه. رحل مصمما على تحقيق أهداف الثورة التي نص عليها "ميثاق اللؤلؤ" بالجهاد والصبر تاركاً خلفه رجالاً يكملون المسير.
ائتلاف شباب 14 فبراير
مرآة البحرين (خاص): اختار القدر شهر الثورة، فبراير/شباط 2014، موعدا ليستريح "أبو هادي" أخيرا بعد 3 سنوات من العطاء والتفاني، والأمل والألم.
منذ فبراير/شباط 2011، اعتاد البحرينيون صوت السيد علي الموسوي، عبر قناة "العالم" الإيرانية، التي تبث من بيروت. كان صوت "أبو هادي" أحد أيقونات الثورة التي كسرت حاجز التعتيم واستطاعت أن توصل صوت البحرينيين إلى مداه. كان لسانهم ورفيقهم في كل التطورات منذ الساعة الأولى لفجر 14 فبراير.
في مارس/آذار 2011، يفرّ الموسوي من بطشة الجلاد، بعد أن ذاق في التسعينات مرارة التعذيب على يد العقيد السابق عادل فليفل.
في يناير/كانون الثاني 2014، يوضع الموسوي على رأس قائمة المطلوبين في قضية الزورقين، التي زعمت السلطات أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراءها!
وفي فبراير/شباط 2014 يعود أبو هادي، إلى حضن أمه، ليضمّه تراب هذه الأرض المقدّسة، مناضلا وقائدا مضحيا، سيذكره تاريخ ثورة 14 فبراير في كل ديباجاته.
التسعينات: الموسوي في قبضة فليفل
في انتفاضة التسعينات، كان راديو طهران العربي، وإذاعة بي بي سي، متنفس البحرينيين الوحيد، في الحديث عن مأساتهم تحت وقع الاضطهاد والتعذيب. كانت تلك التغطيات القصيرة التي تبث تصريحات الزعيم الراحل الشيخ عبد الأمير الجمري، وغيره من الناشطين، دافعا للمزيد، ومحرّكا فاعلا للانتفاضة التي كان أحد أهم نتائجها بروز إعلام جديد في البلاد، أهم مظاهره صحيفة الوسط، والفضاء الإلكتروني الحر.
في ذلك الوقت، كان أبو هادي شابا فتيّا مهتمّا بالحراك السياسي. لم يتجاوز عمر الموسوي أكثر من 18 عاما حين برز كناشط سياسي، عبر اتصاله بمختلف التنظيمات السياسية المعارضة آنذاك.
يتيما تربّى الراحل في كنف أخيه، سيد عقيل الموسوي، أحد المتهمين في قضية قلب نظام الحكم (قضية الرموز) "صقل فيه روح الشجاعه والإيثار ونكران الظلم فترعرع على قيم الدفاع عن المظلومين" يقول شقيقه فاضل.
كان للشاب الموسوي بصماته في انتفاضة التسعينات، هو من أوائل المعتقلين، شارك في مسيرة "الماراثون" الشهيرة في شارع البديع، واعتقل في سترة خلال محاصرة قوات النظام أحد المساجد بعد تظاهره مركزية، وخرج من السجن بعد 6 أشهر.
ظلت أجهزة المخابرات تراقب نشاطه فترة من الزمن، كان الموسوي يساهم في توزيع المنشورات ونقل المعلومات والأخبار المتعلقة بانتفاضة التسعينات إلى جهات عدة خارج البلاد، أهمها حركة أحرار البحرين، والجبهة الإسلامية لتحرير البحرين، وكان يستخدم اسما حركيا في تلقّي المعلومات ونقلها بوسائل تقليدية إلى المعارضة في لندن وغيرها.
لاحقا، داهمت قوات الأمن منزله في محاولة لاعتقاله إلا أنه استطاع الفرار وتوجه إلى الكويت، وهناك نشط مع آخرين، مستخدما نفس الاسم الحركي، في التوثيق وإقامة الفعاليات السياسية. أزعج ذلك السلطات الكويتية، فاضطر الموسوي للخروج إلى قطر، ومن ثم إلى إيران، وهناك برز عمله الإعلامي بشكل لافت، واستمرت علاقته مع التنظيمات في الخارج.
في العام 1996 ساهم الموسوي مع فريق من الناشطين، بدعم من حركة أحرار البحرين (لندن)، في إعداد كتيب يشرح طرق التعذيب في السجون البحرينية، وكان هو من تبرّع بتصوير جسده ليمثّل عليه طرق وأساليب التعذيب، وقد وردت صوره على غلاف هذا الكتيب الذي ذاع صيته وقتها.
على خلفية اسمه الحركي الذي عرف في أوساط الناشطين، عرفت السلطات أن صاحب هذا الاسم المستعار اسمه الحقيقي (سيد علي) وهو من قرية (سار)، فما كان من الجلاد عادل فليفل إلا أن اعتقل كل الشبّان الذين يحملون هذا الاسم، في قرية سار!
في العام 1997، عاد الموسوي إلى البحرين رغم محاولات عدة لمنعه. "كان لا يتحمل البقاء بعيدا عن البلاد، وكان يرى أن نشاطه في الداخل سيكون أكثر تأثيراً" يقول شقيقه فاضل. اعتقل الموسوي بعد عودته، وأشرف الجلاد عادل فليفل على تعذيبه بالأساليب نفسها التي كان الموسوي للتو قد مثّلها في الكتيبّ. عّذب أبو هادي وتم تهديده بالتعرض لإخوانه وأخواته من أجل الاعتراف بأنه هو صاحب الاسم الحركي المعروف، ثم أفرج عنه قبيل مرحلة الميثاق مطلع الألفية.
بعد خروجه، ظل الموسوي نشطا وكان له حضور فاعل في العديد المناسبات، أهمها مشاركته في مؤتمر الأحزاب في سوريا 2008، والذي لاقى حضوره المميز فيه الكثير من التقدير والإعجاب.
فبراير 2011: صوت الثورة المألوف!
إحدى أهم المفارقات في تاريخ هذا الشاب الذي لمع بريقه مع ثورة 14 فبراير، هو أنّه متزوج من امرأة فاضلة من الطائفة السنية الكريمة، الأمر الذي ينسف تهمة الطائفية التي ألصقت زورا به وبحراك البحرين إجمالا.
قبل انطلاق ثورة 14 فبراير كان الموسوي يتحدث للمقربين منه عن ضرورة استثمار ثورة تونس على اعتبار أن رياح التغيير ستعم المنطقة، وحين انطلقت نداءات الثورة صار "أبو هادي" مجددا في خطوط التماس الأولى، كان يحشد للمشاركه والتفاعل منذ البداية، وخرج هو أيضا في المسيرات الأولى لتبدأ مهمته في توثيق كل صغيرة وكبيرة بكاميرته منذ اليوم الأول.
وبسبب النشاط النوعي الذي قدمه "أبو هادي" للقنوات الإعلامية، تواصلت معه قناة العالم "الإيرانية" التي تبث من بيروت، بغرض أن يكون مراسلها في البحرين، ومنذ 16 فبراير/شباط 2011 صار صوت الموسوي مألوفا لدى البحرينيين في مختلف محطات الثورة، وهي يغطّي أحداثها وينقلها بالصوت والصورة بشكل مباشر من قلب الحدث على قناة العالم، التي أفردت جانبا واسعا من بثّها لتغطية ثورة البحرين بكثافة.
لاحقا، قرر الموسوي ترك عمله الخاص وشراكته التجارية وتفرغ تماما للعمل الثوري "كان يصل الليل بالنهار ولا يريح جسمه رغم مرضه"، كان الموسوي مصابا بفقر الدم المنجلي (السكلر) "كنت في ذلك الوقت أمارس عليه ضغطا شديدا ليقبل أن أنقله للمستشفى من أجل تبديل دمه، كان يحتاج لتبديل الدم كل 3 أسابيع بسبب المرض، لكنّه كان يرفض أن يخسر 3 ساعات من وقته الذي تحتاجه الثورة" يقول شقيقه فاضل.
كان الموسوي شجاعا ومخلصا إلى أبعد الحدود، بلغ الأمر به أن يحاول في تغطياته الوصول حتى للأطراف الحكومية للتعليق على الأحداث، لكن الباب كان يوصد في وجهه دائما.
شهد الموسوي مقتل الشهيد فاضل المتروك، ومقتل الشهيد عبدالرضا بوحميد، والهجوم الدامي على الدوار في 17 فبراير، ولاحقا حضر وغطى مسيرة الجماهير تجاه الديوان الملكي، والمسيرة التي انطلقت قرب قصر الصافرية، وقرب الإذاعة والتلفزيون.
هدد الموسوي بالتصفية منذ أيام الدوار الأولى، كان رأسه مطلوبا حيا أو ميتا، وبحسب ما ينقل الناشط عباس عمران كان البلطجية يبحثون عنه في الدوار، وصار منزله مسرحا لاقتحامات المرتزقة، قبل فترة السلامة الوطنية وبعدها حتى اضطر أهله لهجر المنزل.
انفرد الموسوي بنقل حي لهجوم قوات درع الجزيرة على جزيرة سترة منتصف مارس/آذار 2011، عبر فتح خط مباشر مع قناة العالم من داخل "سترة"، ظل هناك ولم يخرج رغم كل الظروف القاسية، لينقل واحدة من أهم مآسي فترة الطوارئ: "مجزرة سترة" الذي راح ضحيتها الشهيد "أحمد فرحان".
كان المرض ينهش في عظام الموسوي يوم "سترة"، كان يتألم كثيرا، لكنه أصر على مقاومة كل أوجاعه وذهب لينقل الحقيقة!
علي الموسوي مراسل قناة العالم |
من المنامة، بيروت، وطهران: قناة العالم
تلقى الموسوي تهديدات كثيرة بالقتل على هاتفه المحمول من أطراف مجهولة، وبعد تحريض تلفزيون البحرين عليه بات أحد الأشخاص المطلوب إسكاتهم بالتصفية أو الاعتقال!
رغم تعقبهم له لم يتخل الموسوي عن عمله، ولم يستثن أي حادثة أو نشاط مع بداية فترة الطوارئ، كان يتنقل بكل شجاعه بين القرى بوسائل مختلفة لتغطية الانتهاكات ومسيرات تشييع الشهداء، لم يكن يحمل سوى "لاب توب" و"كاميرا"، وبفضله كان شريط قناة العالم الإخباري لا يتوقف!
غطى الأحداث من قلب مستشفى السلمانية ومن غرف العمليات. بعد 16 مارس/آذار، أصبح مراسل قناة العالم على قائمة المطلوبين، آخر مكان تواجد فيه علنا هو مستشفى السلمانية، ثم اختفى!
رغم اختفائه عن أعين المعذّبين، استطاع الموسوي بجرأته أن يغطّي أهم التطورات قبل خروجه من البحرين، بما فيها أول اعتصام للجمعيات السياسية بعد فترة الطوارئ، والذي أقيم في قريته "سار"!
في مارس/آذار هاجمت قوات النظام منزله لاعتقاله لكنه يكن موجودا، قرر الموسوي الرجوع إلى البيت في اليوم التالي أو تسليم نفسه خوفا على أخواته ووالدته، لكن عائلته قررت حبسه في أحد البيوت ومنعته من الرجوع.
اختفى "أبو هادي" متنقلا بين البيوت حتى يوليو/تموز 2011، حين تمكّن من الهروب إلى الكويت ثم إلى تايلند ومنها إلى لبنان، وهناك عمل في مكاتب قناة العالم، وأعطي إدارة ملف البحرين بالكامل، ثم جاء القرار بنقله إلى المكتب الرئيسي للقناة في طهران.
تولى الموسوي إدارة ملف البحرين في قناة العالم فكان المسئول عن الشريط الإخباري والتقرير المصور اليومي، وكان المعد للبرنامج الذي يبث حول البحرين يوميا، كما تولى عملية تنسيق المقابلات مع الضيوف الذين يظهرون على شاشة القناة خلال عرض البرنامج وخلال نشرات الأخبار.
"لقد أحدث تواجده فى مكتب القناة بطهران نقلة وتطورا نوعيا فى تغطية القناة" يقول الناشط عباس عمران.
قناة العالم في خطاب ملك البحرين أمام بسيوني
وسط كثافة التغطيات الإعلامية للأحداث السياسية في البحرين بداية ثورة 14 فبراير، من مقالات وتقارير وبرامج تلفزيونية تبث في مختلف وسائل الإعلام حول العالم، برزت تغطية قناة العالم بشكل لافت، وكان تأثيرها واضحا.
وفي ظل امتناع العديد من القنوات العربية والأجنبية لاحقا عن تغطية مستجدات الثورة في البحرين، تحت ضغوط النظام وحلفائه، انفردت "العالم" بتغطية مكثفة ويومية لأحداث البحرين، وبالأخص أعمال القمع والانتهاكات التي تخللها سقوط العديد من الشهداء تحت التعذيب أو في الشارع، واستطاع العديد من الناشطين بث رسائل قوية إلى النظام من خلال القناة، لتكون عامل ضغط وحرج كبير على السلطات في البحرين.
حاولت السلطات في البحرين التشويش على برنامج "الملف البحريني" الذي يبث يوميا على قناة العالم ويشرف عليه الراحل "أبو هادي"، كما حاولت حجب القناة أكثر من مرة. خطوات الحكومة البحرينية في مواجهة هذه القناة استمرت طويلا، وعملت السلطات جاهدة على إخراجها من نطاق ترددات قمري "عرب سات" و"نايل سات"، وبعد حجبها فترة من الوقت استعادت البث لاحقا.
في أحد تقاريرها، أكدت صحيفة فاينشنال تايمز البريطانية بأن نحو 90% من شيعة البحرين و82% من المواطنين السنة فيها، يتابعون الأحداث الجارية في بلادهم من خلال قناة "العالم"!
وأمام نفي رئيس لجنة تقصي الحقائق البروفيسور شريف بسيوني، وجود أيّ دليل على تدخّل إيراني في الأحداث الجارية في البحرين، اضطرّ الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى استخدام أنشطة "قناة العالم" كمؤشر على زعمه وجود هذا التدخل، وذلك في الخطاب الذي رد فيه على بسيوني "حين مددنا يد الأخوة الإسلامية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، رأينا في المقابل هجمة إعلامية شرسة في القنوات الإعلامية الرسمية الإيرانية تحرّض أبناء وطننا على التخريب وارتكاب أعمال العنف، مما أسهم في إذكاء نار الطائفية"!
ورغم أن تقرير بسيوني قد أورد في الفقرة (1573) ادعاء حكومة البحرين "أن الحكومة الإيرانية قد وظفت مجموعة من النوافذ الإعلامية للتأثير على تقدم التظاهرات بالمملكة أثناء الأحداث لكي تبث وتذيع وتنشر ما يوصف بالمعلومات الزائفة عن تطورات الأوضاع بالبحرين" إلا أنه لم يقل إن ذلك أمر واقع وحقيقي، لدى استعراضه نتائج هذه الادعاءات التي خلص إليها، بل تجاهل هذه الادّعاءات بالكامل، مركّزا على انتهاكات الحكومة البحرينية ومواليها فيما يخص الحريات الإعلامية وانحيازها ضد المعارضة وتشويه سمعتها بالكذب والافتراء والتهديد.
وقدمت هيئة الإعلام البحرينية ملفًا إلى اللجنة بشأن تغطية وسائل الإعلام العالمية لأحداث فبراير ومارس 2011 في البحرين، وذهبت الهيئة إلى وجود "تحريض مارسته بعض وسائل الإعلام الأجنبية ضد البحرين، وذكرت أيضًا أن وسائل الإعلام العالمية ارتكبت أخطاءً فادحة عند نشرها لهذه الأخبار"، وأنها كانت منحازة ضد الحكومة، ومن بين هذه الوسائل الإعلامية "قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة باللغة العربية" كما ورد في تقرير بسيوني (الفقرة 1610 والهامش 803).
وبعد فحصه لهذه الأدلة المقدّمة من الحكومة في أقراص مدمجة تم توثيقها بدقة، لم يصل تقرير بسيوني إلى تأكيد أي ادعاء فيها، وتجاهلها تماما! (أنظر فصل النتائج، من الفقرة 1629-1636).
في 2011 قضت محكمة مدنية ببراءة الموسوي بعد أن وجهت إليه النيابة العامة العسكرية تهمة إذاعة أنباء كاذبة في القضية التي ضمّت عددا من مختلف الناشطين الإعلاميين في ثورة 14 فبراير، أهمهم أبناء "المدهون".
من تشييع علي الموسوي |
شاهدا وشهيدا
كان الموسوي وقتها خارج البلاد، ورغم العروض الكثيرة التي تلقّاها بالهجرة إلى إحدى الدول الغربية والحصول على اللجوء السياسي هناك، إلا أنّه ظل في موقعه الهام يمارس نشاطه الكبير فاعلا ومؤثرا.
"لن أترك الناس وأذهب بعيدا، أنا هنا ألمس جراحهم، أعيش بالقرب منهم، وأمنيتي أن أموت في أحضانهم" ينقل عنه شقيقه فاضل، "عاش ومات في حب بلده البحرين، كان يرى عمله واجبا يؤديه" يقول ناشط مقرب منه.
كان الموسوي منفتحا على مختلف التنظيمات السياسية، لكنّ جمعية العمل الإسلامي (أمل) منحته عضوية شرفية في العام 2008.
طوال سنوات الغربة الثلاث، كانت فرصته الوحيده في أن يلتقي مع بناته الثلاث وزوجته هي العطل السنوية. حرم "أبو هادي" من رؤية أمّه أكثر من عامين بعد خروجه من البلاد، وبعد أسبوع من لقائهما وافاها الأجل، دون أن تحظى بنظرة وداع منه، لكن، ما كان أسرع اللقاء بينهما!
سخّر الموسوي نفسه للعمل الثوري، لم يغب لحظة عن الساحة رغم المرض ورغم الغربة "كان يقاوم كل شيء إلا حبه للوطن ولقيمه ومبادئه" يقول مقرب منه.
في 6 فبراير/شباط 2014، تمكّن المرض من جسد "أبو هادي"، ورحل إلى الرفيق الأعلى، شاهدا وشهيدا.
"أبو هادي": قيادي في ائتلاف 14 فبراير
ليس دوره الكبير في قناة العالم، الذي أقض مضجع النظام، هو وحده السبب في هذه المكانة الكبيرة لـ"أبو هادي" بين الناشطين والمناضلين، خصوصا على الأرض.
كان للموسوي دور بارز ربما لم يكشف سوى بعد رحيله. كان "أبو هادي" أحد قياديي ائتلاف 14 فبراير!
القائد المضحي كما سماه الائتلاف، كان صاحب بصمات كبيرة على الحراك الثوري الميداني، ما تطلّب منه كثيرا التنقّل بين العراق وإيران.
لم يحن بعد الوقت الذي تكشف فيه نضالات "أبو هادي" كلها، فالثورة لا زالت مستمرة، أما هو فإنه ينام مرتاح الضمير في تراب أرض الخلود، التي لم يختر غيرها لتكون مثواه الأخير!
ماذا قالوا عن السيد علي الموسوي
الشيخ حبيب الجمري: هل تذكر ياسيد علي. .حتى ونحن نهرع من بيت لبيت ومن دار لدار كنت تضحك..حتى وأنت تتوجع تبتسم.. أنت فريق عمل لوحدك.
عباس عمران: سيأتي اليوم الذي تتكشف فيه خفايا حياة السيد علي النضالية وأسرارها ليتعرف الناس على هذا المقاوم العنيد.
السيد جعفر العلوي: لقد رحل عنا رجل مؤمن عامل، لطالما تحرك وسهر وكافح وبادر وصبر صبر الشاكرين. لا تفارق محياه ابتسامة مؤنسة، تخفي خلفها مرارات فراق أهله وأحبته ووطنه. عمل مع الرساليين فكان مبادرا ومعطاء.. وعمل في الإعلام وفضائية العالم فكان دقيقاً ونشطا.. وعمل في صفوف الائتلاف فكان قائداً وفدائيا..
طلبة الحوزة الدينية في مدينة قم: لقد كان الشهيد من طليعة المجاهدين والمطاردين من النظام الساقط والذي ضحّى بنفسه وهاجر ليقوم ببيان مظلوميّة الشعب البحراني في مختلف أنحاء العالم، حاملاً لهمِّ الشعب المضطهد، حتّى وافته المنيّة عند جوار جدّه أمير المؤمنين (عليه السلام).
الشيخ عبد الله الصالح: رأيته داخل وخارج البحرين مجاهداً حاملاً روحه على كفه فداء لرسالته، لا يرضى لها الانحناء.