مجزرة 17 فبراير.. «بحيث لا يسهل الفرار بالنفس».. المجازر لا تنهي الثورة
2014-02-17 - 9:51 ص
مرآة البحرين: تمتليء مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، منذ مساء أمس الأحد، بتعليقات البحرينيين حول الذكرى الثالثة لمجزرة 17 فبراير/ شباط التي نفذتها قوات المرتزقة التابعة للنظام البحريني، واستشهد خلالها أربعة شهداء، إضافة إلى وقوع مئات الجرحى.
مجزرة تبينت فيها مدى وحشية السلطة، ففي هذا اليوم أعلنت أكبر كتلة نيابية وهي كتلة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية التي تمتلك 18 نائباً استقالتها النهائية من المجلس النيابي.
استشهد في تلك المجزرة، الشهداء: عيسى عبدالحسن، علي خضير، علي المؤمن، محمود أبوتاكي. وكان استشهادهم مروعاً إذ تم بصورة بشعة جداً، فيما لم يسجن أحد من قتلة الشهداء حتى اليوم. إذ برأ القضاء هؤلاء القتلة، وقد عرف من بينهم الضابط أحمد الذوادي الذي يتهم بقتل اثنين من الشهداء، أحدهم الشهيد عيسى عبدالحسن، وهو رجل ستيني فجر الذوادي رأسه بصورة مباشرة.
شهداء مميزون، علي المؤمن هو صاحب أشهر مقولة شبابية في ثورة 14 فبراير، إذ كتب قبل رحيله: «نفسي فدا وطني». وكذلك الشهيد محمود أبوتاكي وهو شاب مميز وهاديء، حمل صفات الشجاعة والإيمان الذي قاده للشهادة.
وتم خلال هذه المجزرة، الاعتداء على الطواقم الطبية، وكان من بين الأطباء صادق العكري، الذي شارف على الهلاك وهو بين أيدي المرتزقة الذي لم يعبأوا لكونه طبيباً يؤدي واجبه الإنساني في إسعاف الجرحى. من ذلك اليوم تبينت نية السلطة ومدى حقدها على الأطباء.
الطبيب غسان ضيف نشر على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» صورة احتجاج الكادر الطبي على منع سيارات الإسعاف وضرب الطواقم الطبية بواسطة رجال الأمن، مع عبارة تقول «كيف لنا أن ننسى يوم الخميس الدامي».
مغردة أخرى اسمها مريم، كتبت تقول «الشعب الذي يتواجد بمثل هذه القوة بعد فجرٍ مرٍ دام، شعبٌ لا يمكن أن يخسر». أما المغرد «مستر ستراوي»، فقد كتب قائلاً «إلى وزير المرتزقة.. لو كان التعذيب والقتل يوقف ثورتنا لرجعنا لمنازلنا من ليلة الخميس الدامي».
مجزرة مروعة تاريخها يصادف اليوم الاثنين، وربما كان أبلغ وصف لها، ما قاله الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة 18 فبراير/ شباط 2011، فيما كان الناس تبكي من حوله: «بريئون، مسالمون، آمنون، يفترشون الأرض في ساعة من ساعات النوم أواخر الليل تحت السماء المكشوفة رجالاً ونساءً وشباباً وشيباً وأطفالاً ورضّعاً يُباغتهم سلاح غادر فتّاك وبكثافة مع محاصرة السّاحة التي يفترشونها بحيث لا يسهل الفرار بالنفس لتكون مجزرة رهيبة يُقتل فيها من قُتل، ويُجرح من يُجرح لتنصبغ السّاحة بالدماء البريئة وتسيل أنهاراً».
وأضاف «إنها مجزرة ظالمة مقصودة تمّ تنفيذها عن عمد وتصميم، وكلّ ظروفها وأسلوبها يدلُّ على أنها ليست لتفريق المعتصمين، وإنما للفتك والسحق والتصفية الجسدية الشرسة، ولإعطاء درس بليغ في القسوة».
ونشطت «هاشتقات» مثل مجزرة الخميس الدامي، ومجزرة 17 فبراير/ شباط، وحكى كل من المدونين والمغردين ذكرياتهم في تلك الليلة وأين كانوا، ووضع الكثير منهم صوراً لتلك المجزرة، وللدماء والجرحى، وصوراً أخرى للحظات الهجوم البربري للمرتزقة على المعتصمين النيام، الذي كانوا قد اطمأنوا بعد خطاب القاه الملك ووعد بإجراء تحقيق في مقتل الشهيدين علي مشيمع، وفاضل المتروك، لكنه قبل أن يتم 24 ساعة كان قد اتخذ قراره باستعمال الوحشية القصوى للقتل دون رحمة.
كان الملك يأمل حينها بإحداث صدمة كبيرة في نفوس المواطنين، لكي لا يفكر أحدهم بعد هذه المجزرة بالعودة للثورة والتظاهر، لكن الصدمة كانت معاكسة إذ اعتصم الناس في ساحة مستشفى السلمانية بقرب الأسرى، وأخذ الناس يشيعون شهداءهم، وفي هذه الأثناء دوى عصراً صوت الرصاص مرة أخرى في 19 فبراير/ شباط.
كان المشهد الصاعق، عبدالرضا بوحميد ورفاقه يواجهون جنود الجيش الذي استولى على الدوار بعد فجر 17 فبراير / شباط، يواجهونه بصدروهم العارية.
صنع بوحميد ورفاقه مشهداً أسطورياً عز نظيره في تاريخ الشعوب، وليخرج ولي العهد سريعاً في التلفزيون مطالباً بانسحاب الجيش. في اليوم التالي كانت الناس قد عادت للدوار مستعيدة ثورتها بزخم أكبر، زخم صنعته ولا تزال: دماء الشهداء!