ملك فقد كل أيام الرزنامة الوطنية: 14 فبراير يوم احتفالاتنا وليس يوم ثورتكم !
2014-02-14 - 11:41 م
مرآة البحرين (خاص): لم يخرج الملك حمد بن عيسى آل خليفة من أوهام الفتح التي تعلمها في مجالس الآباء والأجداد -كما يقول-، حتى جعل وهما آخر يسكنه. هو يبحث عن تاريخ يكون فيه لوحده.
لم يجد ذلك التاريخ، حاول أن يعيش في تاريخ الفتح فوجد أن للناس تاريخا آخر يضاده، حاول في 17 ديسمبر وفشل، حاول في 14 فبراير فعاجلته الثورة بما لا يطيق عقله. هو لا يريد أن يقتنع بأنه خسر كل التاريخ وأن خسائره مستمرة، فهو فقد كل أيام الرزنامة الوطنية، فقد 14 أغسطس (الاستقلال) وفقد 14 فبراير (الثورة) وفقد 16 ديسمبر (عيد كرسيه).
14 فبراير/ شباط الذي أراد منه الملك تاريخا أبديا لاحتفالاته الباهتة وكلماته التي يلقيها على طبّاليه وأفراد قبيلته، تحوّل لتاريخ جديد على النقيض تماما مما خطط له الملك. لقد سقطت أكذوبة الميثاق بالضربة القاضية، ولا مكان لها في زحمة الثورة.
لكن الملك المتوهّم لم يقتنع بعد أن ذلك التاريخ بات محجوزا، وقد يكون بإمكانه أن يختار تاريخا آخر. لا عذرا، عليه أن يتأكد أن لا مكان له هو أصلا، وليس فقط لتواريخه التي سيختارها الناس ليواجهوا فيها غطرسته.
14 فبراير و17 ديسمبر تاريخان تحولا لموعدين يعبّر فيهما الناس بكل قوة عن سخطهم على جريمة ارتكبها الرجل وقبيلته التي غزت البحرين، فيما كان هو يريد هذين اليومين أن يكونا من أكثر أيامه سعة لاستقبال المديح والإطراء والإنصات لتهويماته.
لم يجد الملك تاريخا يحتفل فيه ولا جبلا يأوي إليه ليعصمه من الناس: يبدو أن عليه أن يحاول أن يتعايش مع سقوط كل طموحاته في أن يصبح ملكا حقيقيا.
بعد أن امتلأت الساحات منذ الفجر بالمتظاهرين الصاخبين بشعار "يسقط حمد" ونغمتها المصاحبة، لم يجد ابن عيسى مكانا يحتفل فيه، لا في العاصمة ولا المحرق ولا حتى الرفاع لأن الضجيج سيأتيه من عالي المجاورة، اختار أن يحتفل في البر، حيث بداوته المتوحشة.
هناك حيث أنشأ حائطا للمبكى اسمه الصرح الوطني، كل ما اشتدت بالرجل أحزانه وآلامه ذهب إلى هناك ليعيد لنفسه شيئا من غرورها: هناك وجد مجموعة من طلاب المدارس أخرجهم وزير التربية من بيوتهم ليصفقوا للملك.
لم يكن الملك مقتنعا بـ "الوصلة المثيرة" التي قدمها الوزير النعيمي، قبل الذهاب إلى الصرح أو بعده، لقد صرخ وسط عائلته "إنه (14 فبراير/ شباط) يوم الأفراح والاحتفالات".
وزاد من صراخه "ومن ينعته بأنه يوم الثورة والتخريب فهو ليس منا نحن أهل البحرين بلد التعايش والتكافل والتضامن من أجل الوحدة الوطنية العزيزة على الجميع" .
لا يستطيع الملك مقاومة صور الناس وهي تدوس على وجهه، ولا أن يقاوم صور الناس وهي تثور على قبيلته، على روايته، على خطاباته، أيامه، وبقايا أطلال ميثاقه... لذلك هو معذور عندما يتوهم ويصرخ ويهذي!
هوامش
الملك يستقبل اصحاب السمو وافراد العائلة المالكة