رئيس الوزراء (الحادي) يدفن تقرير ديوان الرقابة بيد نواب الظهراني
2013-12-02 - 9:14 م
مرآة البحرين (خاص): لا يمكن لمن يتسول ويرتشي أن يضع عينه في عين سيّده الراشي، هكذا الأمر ببساطة، لقاء واحد جميع اليوم رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة بالكتل النيابية، وضع عينيه في أعينهم، واحداً واحداً، ارتخت جفونهم، طأطأوا رؤوسهم كالعبيد، وهتفوا بحياته، فقبلوا يده ورحلوا. خلاصة لقاء اليوم: تم دفن تقرير ديوان الرقابة المالية تحت سجادة ديوان رئاسة الوزراء.
فبعد تهديد الكتل النيابية أمس بتفعيل المادة 67 من الدستور في حالة عدم تعاون الحكومة مع مجلس النواب في موضوع محاسبة المتجاوزين، استقبل اليوم الإثنين رئيس الوزراء، ممثلي ثلاث كتل نيابية هي: الكتلة الوطنية، وكتلة البحرين النيابية، وكتلة المستقلين. وقد شكر ممثلو الكتل الثلاث رئيس الوزراء على التعاطي الإيجابي الفوري للحكومة مع ملاحظات ديوان الرقابة المالية والإدارية!
السؤال عن كيفية تعاطي رئيس الوزراء الإيجابي مع التقرير ليس مهماّ، يكفي تصريحه أنه لا مكان للمتلاعبين بالمال العام في الحكومة، وكفى الله الفاسدين ورئيس الوزراء على رأسهم شر النزاع والشقاق. هكذا تسير البحرين، استراتيجية متكاملة لبقاء الفساد وحماية الفاسدين، ويمكن تلخيصها بكلمتين "حاميها حراميها".
خلال اللقاء أكد رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على تعاون الحكومة المطلق مع مجلس النواب في كل ما من شأنه الحفاظ على المال العام والرقابة عليه واستخدام المجلس للأدوات الرقابية التي كفلها له الدستور، ولن يجد المجلس من الحكومة إلا التعاون في سبيل قيامه بدوره الرقابي والتشريعي.
بينما جددت الكتل النيابية ثقتها بأن الحكومة لديها الأدوات التي تجعلها قادرة على وقف أي تجاوز ومعالجته، ولن تسمح أبداً بأن يصل إلى مرحلة الفساد، فلا مكان لفاسد في حكومة يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
المضحك أن ممثلي الكتل هاجموا وسائل الإعلام، إذ أشاروا إلى أن "ما يثار في وسائل الإعلام المختلفة من تأجيج وتصريحات مثيرة لا سيما تلك التي تصدر عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعمد إلى التضخيم والمبالغة وانتقاص دور النواب الرقابي في الحفاظ على المال العام، لا يعكس الواقع الذي يضطلع به النواب وقدر التعاون الذي تبديه الحكومة معهم".
أما رئيس الوزراء الذي يعتبر تورماً لمرض عضال، فقد أنشد قصيدة تقريض في مجلس النواب الكارتوني، بقوله "إن السلطة التشريعية التي تستمد قوتها من الشعب لها كل احترامها وتقديرها ومن الحكومة لن تجد إلا كل تعاون، ومن يسيء إليها فهو يسيء لشعب البحرين الذي اختار أعضاءها بإرادته الحرة".
رئيس الوزراء أكد على ضرورة أن تتوحد الكلمة، فالهدف واحد وهو مصلحة الوطن والمواطن، وعلى الكتل النيابية مسؤولية كبيرة في هذا الجانب لأن الشأن الوطني يتطلب شراكة الجميع للوصول إلى التطلعات المشتركة للسلطتين التنفيذية والتشريعية" كلام استهلاكي عمره 43 عاماً، مكرر من رئيس وزراء لم يتغير منذ استقلال البحرين.
في نهاية اللقاء، تلا النواب نشيد الفساد الوطني "أعربت الكتل (الثلاث) عن تطلعها لأن يحذو الوزراء حذو رئيس الوزراء في متابعة سموه الحثيثة لأمور المواطنين وكل ما يختص بدفع العمل والتعاون الحكومي البرلماني". هكذا يحدو* رئيس الوزراء قطيع حكومته، فيحذو الوزراء حذو رئيسهم، ويحذو النواب على طريق النفسه، وعاش فصل السلطات التي تحذوا بعضها بعضاً.
هذا كل شيء، وكل تقرير لديوان الرقابة وأنتم بخير، في عهد المصلح الكبير الذي ربما لم يستيقظ من نومه بعد!
* حدا الإِبلَ ، وبها حدا وحُداءً : ساقَها وحثَها على السَّير بالحُداء