الصغائر التافهة: محمد العثمان مُثَيْلاً
2011-06-08 - 8:25 ص
مرآة البحرين (خاص):
من حقّ البعض الاعتراض على تخصيص تقرير كامل عن العثمان. فهو لا يمثّل وزنا ذي شأن، لا في تاريخ الصحافة، فضلاً عن الكتابة، ولا في المجرى السّياسي العام. لا ينبغي أن يُؤخذ ذلك من باب القدْح والتّجريح، فرحم الله امرأً عرف قدْر نفسه. والعثمانُ يعرفُ جيدا أثره المحدود وحجمه المعدود وفكره المسدود، في الصّحافة وفي السياسة، وهو لا يدّعي – حسب الظّاهر – ألمعيّة في أيّ شيء من ذلك، باستثناء إخلاصه في الانقياد للجماعة، والاستماتة في الدّفاع عن تابوهاتها المختلقة. وهو دفاعٌ ينبئ كلّ مرة عن القَدْر المعلوم والقِدْر المخبوء للعثمان.
يحملُ بعض العارفين بالعثمان ما هو أكثر من الاعتراض. إنه "لا يستحق الضّوء الذي تسلّطونه عليه"، يقول طالب زاملَ العثمان في الدّراسة، مضيفا بأنه "اشمأزّ منه حين رأى معاملته الفضّة للمصريين، والطريقة الوقحة التي كان يخاطب به الفقراء منهم". لم يمنع ذلك من الإشادة به لاحقا حين تعرّف على طريقة تفكيره، وإصراره على مواصلة الدّراسة، وكان كلامه يكشف "كم هو محايد، ولا يمانع من الاعتراف بالحقيقة ولو خالفت قناعاته، وهو يثبتُ لك أنه معارض للوضع في البحرين".
يؤكد آخر أنّه كان يتوقّع من العثمان موقفا آخر بعد أحداث 14 فبراير، وذلك لما "كنت لمسته منه شخصيا من انفتاح، ورغبة في الإصلاح الوطني، والتأكيد على حقوق الناس والشباب"، وهو ما شجعني "لدعمه والثناء عليه والاتصال به عندما ترشّح للانتخابات". الشّخص نفسه يذكر أنه لم يستوعب الصّدمة إلا مؤخرا عندما أخبره زميل مشترك بأنّ "العثمان يعطي كلّ شخص بحسب ميوله، وبما يحب أن يسمعه الآخر".
ليكن الاعتراض السّابق، وبعض التجارب المنقولة أعلاه، توضيحاً لكلّ ما يلي من كلام، فالمُراد هو وضْعُ أصغر الأشياء وأكثرها هامشيّة تحت المجهر، لتكون اختبارا تجريبيا لقراءة الظاهرة العامة، والظّاهرة – كما يُقال - عبارة عن صغائر تافهة اجتمعت على أمر متشابه. والعثمان هو (بما يكتبه وبمواقفه العامة وليس بشخصه) من هذه الصغائر التافهة في ظاهرة (إنهم يتحولون) وفق ميزان القوة والغلبة والمصلحة.
العثمانُ "الجديد" اتخذ اللّباس التّالي:
الشّارعُ السّني استعادَ نهضته المفقودة، أو المعدومة، والفضلُ في ذلك يعود لتجمّع "الوحدة الوطنيّة" الذي يراه الأملَ الصّادق، والخيارَ الذي لابد أن يجتمع حوله أهلُ السّنة في البحرين. من الجهة الأخرى، فإنّ المعارضة من وجْهته "الجديدة" هي كيانٌ اجتمعت فيه أقبحُ الأشياء: الطائفيّة، الصّفويّة، التّبعيّة للخارج، والانقلابيّة، وأطنانُ الكذب والخداع. وفي مقدّمتها "الوفاق"، التي سقطت في العار، ولا أمان لها بعد اليوم. ولأجل ذلك، فإنّ مواجهة هذه المعارضة مسألة "وجوديّة". هي عنده قضية "حياة أو موت"، ولابدّ من استكمال المعركة ضدّها حتّى الرّمق الأخير.
هذا هو محمّد العثمان بعد 14 فبراير. وهو يقولُ لنا بإصرار وإطّراد، بأنّه لم يتغيّر عمّا كان، فهو لا يخاف في الله لومة لائم، وعنده من الشّجاعة والجرأة ما يكفي ليُعلن رأيه دون خوف. والحقُّ، أنّ العثمان أثبت أنّه صاحب قدرةٍ فائقة في "الانتقال" من ضفّة لأخرى، من خطابٍ لآخر، ولكن بلا برزخ ظاهر، بلا طُرق وسطى، بلا أنابيب عائمة. انتقالٌ خفيّ، وتحرّكٌ يُشبه السّحر، أو هو السّحر نفسه!
سوف نجاري الزّميل العثمان في أنّه لم يتغيّر، وهذه مسألة غير حميدة على كلّ حال. سنكتفي بالمرور على عناوين أقكاره وكلماته سابقاً، عندما كان يُندّد على الدّوام بالطّائفية البغيضة، ويبكي دائماً انتشارها، وأن أكثر من نصف الشّعب يتقوقع فيها. كان يريد أن يُخبرنا أنه يفرح عند أيّ لقاء بين السنة والشّيعة، واستبشرَ بدعوة الشيخ عيسى قاسم لكيان يجمع علماء الطائفتين، وحزِن كثيراً عندما أسّس الأخير مجلسا لطائفةٍ معينة، وانتقد ذلك بكلّ وطنيّة. صرخَ بأعلى صوته ضد التّجنيس، قال مراراً بأننا نفقدُ حرية التعبير، ودعا لعدم التّعذيب في السّجون. مجلسُ التعاون الخليجي – عنده - فاشل، ولم يحقّق شيئا ذا قيمة.
ضياع الكاتب الصحافي: التحوّل الأوّل
منذ زمن، أرادَ العثمان إقناعنا أنّه يفهمُ جيّداً وظيفة الكتابة، والمهام العريقة والنّبيلة والصّعبة التي تكتنف العمل الصّحافي. فعلَ ذلك عبر عددٍ من الأعمدة التي سجّلَ فيها رغبةً مشدودة لإرساء مهنيّة صحافيّة، تنتصرُ للوطن، وتبحث عن المشتركات، وتُهذِّب لغة الاختلاف، وتعمل ما في وسْعها لاقتناص الفرص العابرة لأجل ترميم بناء الدّولة وتشذيب المجتمع من أهواء التنازُع وإرادات التّشطير.
رأى العثمان شيئا يسيراً من "غلاظة" النّظام في موضوع الصّحافة، حينما عنّفته النيابة العامة، وكان يردّ عليها وهو حزين لتلك المراتب المتأخرة "في الحريات الصحافية"، معتمداً على تقارير دوليّة، دون أن يجد غضاضة أو شعوراً بالالتحاق بها. يتذكر العثمان وقوفه في وجه كاتبة صحافية وصفها ساخراً بفلتة زمانها، وكيف أنّ الدّولة تغدق عليها بكرم حاتمي، كما قال، من "خلال الرواتب العالية جدا، والأعطيات والهبات من خزينة الدولة" بنصّ كلامه. معتبراً ذلك مهزلة كبرى للدّولة، لأنّ أمثال هؤلاء برأيه أكثر خطورة من "شغب الشّوارع".
أمّا شهادته في صحيفة "الوسط" فكلامٌ لا ينتهي، فهي "صحافة ليست تابعة أو راكعة لأحد" كما يقول عنوان عمود له، وهي ربّما تدفع ثمن وسطيتها، كما تساءل في عنوان آخر.
في أيّ متحوَّل يسكنُ ضمير العثمان الصّحافي اليوم؟ أصبحت الدّولة ضامنة للحرّيات. وصانعو الفتن في أجهزة الإعلام أضحوا أبطالا في مواجهة الأكاذيب. إنهم يؤدّون واجبهم المهني بأروع وأصدق ما يكون، وكل التقارير الدّولية هي مؤامرات يُحكيها الصّفويون والأمريكان من ورائهم! أما ملاحقة واعتقال الزّملاء فكذبٌ وفبركات، أو هي مسرحية فاشلة لإظهار مظلوميّة مزعومة. والتّعذيب الذي تعرّضوا له. الأمر نفسه، كلّ ذلك – وفق ضميره الذي لم يلتفت غاضباً – من لوازم المسرحية!
حمّى معارضة المعارضة: التحوّل الثّاني
للإنصاف أيضاً، لم يكن العثمان مُعارِضاً شرساً، وما كان "إنقلابيّاً" أو "صفويّا"، ليكون اليوم عكس ذلك. أبداً، كان موالياً للنّظام وللحكومة، ولم يترك مناسبة للتّعبير عن حبّه العميق لرئيس الوزراء. لكنّه أراد أن يُعطينا درساً وطنيّاً في المعارضة وهو في موقع "الموالاة". ولأجل ذلك، ومن خندق الموالاة نفسه، ثمّنَ جمعية "وعد" وكبّرَ رمزها الكبير عبد الرّحمن النّعيمي، وعدّه ثروةً وطنيّةً تستحقُّ التّعظيم.
يكفي ثلاثيّته حول النّعيمي لكي نخرج بخلاصة أنّ العثمان كاد يندمج في الأوّل إلا قليلا، روحاً وفكراً ومطلبا، وليس علينا إلا أن نفرّق بينهما بالاسم والصّورة! تعلّمَ منه أن الحلّ بيد السّلطة، وذلك بقليل من "العدالة الاجتماعية والتّوزيع العادل للثّروة" كما حكى عن المناضل الكبير.
فماذا فعل إبراهيم شريف غير استلام الرّاية، ووراثة درب النضال الطّويل؟ لا يستطيع العثمان أن يُقدِّم لنا حجّة قاطعة للتفريق بين القائد ورفيق دربه الوفي. مشكلة شريف أنّه حفظ وصيّة القائد، وتمسّك بعلاقاته الوطيدة مع أطراف المعارضة، خاصة الوفاق، ولم تتمكن من هذه العلاقة اختلافاتُ الرأي، أو المكائد والمغريات. المثيرُ ضد شريف أنّه أرسى ثقافة النقاش الموضوعي والمجادلة بالأرقام، وهو ما لا يُريح مستظلاّ تحت سلطان جائر. المُزعجُ عنده أن شريفاً لم يتزحزح عن ميدان النضال، وكان أبرز منظّري الخطاب المطلبي في حركة 14 فبراير، وحافظَ على مكان قيادي في أكثر محطاتها البارزة.
كان يمكن للعثمان عدّ ذلك نضالا عظيما، ووفاء شريفاً من شريف، لكنه لم يفعل، لأن وطنيّته التي انفتحت على النعيمي وشريف والوفاق فيما مضى.. التبست اليوم بشيء آخر، يُشبه الطائفية. أصبح التّعميم الصّادر هو: معارضة المعارضة، وبأشرس ما يكون. كان على العثمان أن ينسى سريعاً "الروموت كونترل" الذي يُحرّك نوّاب المراكز العامة، وأن يمسح من رأسه عبارة "كذب النوّاب ولو صدقوا"، كما أخبرنا مراراً. مضطّر العثمان أن يتجاوز كلامه السّابق هذا، وينخرط مع أولئك النّواب والساسة في حمّى معارضة المعارضة. لا بأس أن يُسجَن قادتها، وأن تُشمّع مقارّ بعضها. المهمّة واضحة، وزِرْ "الروموت الكونترول" لا يقبل التأخير.
وطنيّة ما بعد 14 فبراير: التحوّل الثالث
أية صورةٍ انقلبت في العثمان؟ صورة "الوطني"؟ لا. لقد بقيَ وطنيّاً. "الموالي للنظام"؟ أبداً، أبداً. إنه صامدٌ أكثر من أي وقتٍ مضى في ولائه. إذن؛ أيّ شيء فيه انقلب؟
من المؤسف أنّ أية إجابة، بالسّلب أو بالإيجاب، لن تكون لصالح العثمان. ولكي نعبّرَ عن انحيازنا لزملاء المهنة – مهما صغُر حالهم وتواضع قدْرهم - فإنّ الأفضل ألا نطرح هذه الأسئلة التي "تطعن" في خزّان المصداقيّة والموضوعيّة. هذا الخزّان الذي يتفاخرُ به العثمان، وكلّ كتّاب الصّحافة "غير الحرّة" في البحرين.
من المفيد، إذن، أن نُقارِب الصّورة بنحوٍ آخر. تغيّرَ العثمانُ أم لا، تلك موضوعة "شبه" شخصيّة. وعلينا الاستفادة من خزّان الزّميل الهائل، الذي يُعلّمنا الكلام المُهذّب وعدم استخدام لغة "الشّوارع"، واجتناب المقاربات المشخصنة، ونسأل: ألم يتغيّر التّاريخ برمّته؟ أليس ما قبل 14 فبراير مختلفاً عمّا بعده؟ الإجابة واضحة.
إنّ الحسّ الصّحافي "العميق" للعثمان ليس له حدود، لا كمية ولا كيفية، إنها حارق للكميات والكيفيات، والأكيد أن تحصيله لم يرق لقراءة درس أرسطو في مقولات الكم والكيف. إنه يستشعرُ، بقُرون استشعارٍ خاصة، تغيّرات الزّمن وتبدّلات نظام مصالحه، كأي كاتبٍ "مخضرم" تثبّتت فيه الرّؤية البصيرة والرّؤيا الخارقة!
سيبقى وطنيّا، ولكن بكيفه الأعوج الخاص الذي لن يسمح لأية جماعة أو جمعية تختلف معه في تأويل الوطنيّة بأنْ تبقى مطمئنة، تتمتعُ بخيرات الوطن وحرّياته الواسعة. سيبقى وطنيا، ولكنه سيصطفّ مع الحلّ الأمني الجذري، لاقتلاع أولئك "الصّفويين" المتآمرين مع الأمريكان و"الصّهاينة" لتطبيق النّموذج العراقي. لن يتخلّى العثمان عن ذرّةٍ من وطنيّته السّابقة، وكلّ ما هنالك هو أنّه سيفتح النّار على الوفاق وملحقاتها، وسيُعرّي المعارضة المأمورة "بولاية الفقيه"؛ تلك النّظريّة المجوسيّة التي سيصافح أيّ تكفيري – تأكيداً على وطنيّته المفتوحة – لأجل فضحها، وكشْف مخطّطها التآمري ضدّ العرب السّنة والشّيعة. نعم، العرب من السّنة والشّيعة، إنها وطنيّة جامعة مانعة كما تلاحظون!
ولن يضرّ وطنيّته – بل يُعزّزها – الاستعانة في ذلك بأنبل وزارات الدّولة، وأكثرها طُهراً وعفافاً وصدقاً، أي وزارة الدّاخلية وأجهزتها الأمنيّة التي عبّرت – بلا أدنى لُبْس – عن وطنيّةٍ رائعة، وحسّ إنساني، وشفافية صادقة.. يُشبه تماماً ما يملكه الزّميل العثمان من وطنيّة وإنسانيّة، بل أكثر وأكثر.
يستلمُ العثمان من أجهزة الدّاخلية والعسكر التصنيفات الجديدة للوطنيين، ويأخذ منها أصول الكلام، وقواعد المهنة، ومضامين المهمّة. إنها الوطنيّة التي تحتّم عليه تقديم الولاء لرجال الأمن البواسل، ولو كان ذراعها الضّارب لا ينطق بالعربيّة أو يحمل جنسيّة أخرى. وزارة الدّاخلية، يكاد يقول العثمان، تعلّمنا أن الوطنيّة يمكن أن نأخذها من أفواه الجُند الطّيبة ومن بنادقهم الرّحيمة التي لم تجرح أحدا أو تنتهك حقا من الحقوق.
لن يتنازل العثمان عن وطنيّته. أي عاقل يفعل ذلك؟ فقط، هو سيكون ملتحقاً ومهرولا وراء تجمّعه الطائفي، لكي يُرينا بأمّ العين أية كارثة ستحلّ علينا لو أن البلاد أصبحت مقسومة بحسب الطائفة. إنّه مستعدٌّ – بروح الصّحافي النّبيل والفارس الوسيم – ليرمي نفسه في أتون تجربة مُدمِّرة، لكي يشاهد الباقون أيّ رماد سيؤول إليه الجميع لو مضوا بلا اكتراث في تلك التّجربة. ليس عليكم، إذن، إلا الوثوق أنّ أيّ شيءٍ يصدرُ عن زميلنا إنّما لإنجاح هذا الخيار الانتحاري. إنّه شمعةٌ تنطفئ لتروا سوءاتكم الطائفيّة!
أمّا بعد؛
فلا مضاضة في حرْص زميلنا على نهوض الشّارع السّني، فقد كان يحلم سابقاً بهذا اليوم الموعود، وكثيراً ما لامَ نفسه وعلماء السّنة على سباتهم، وأبدى رثاء شجياً على دور السّنة الذي اختطفته أو غيّبته السّلطة – وليس المعارضة - كما أخبرنا ذات مرّة! من حقّه أن يُوسّعَ الصّدر، ويرفع البُشرى للعالَمِين، حينما يستيقظ المارد ويستعيد دوره الغائب أو المُغيَّب، ولو على أنقاض المحنة والدّمار الذي حلّ بجزء غير قليل من الشّعب.
يقول لنا: تجمّع الوحدة الوطنيّة عابر للجمعيات والمحيطات، يجمعُ كلّ الأطياف والألوان، كلّ المذاهب والأيديولوجيات، كل الدّيانات واللا ديانات، يجمع كلّ مدينة، وكل قرية، وكلّ حيّ.. زنقة زنقة! لكنه في النّهاية – يقول لنا أيضا – هو كيان أهل السّنة العظيم الذي طال انتظاره. كيف؟
لا ضيرَ في ذلك، فربّ ضارةٍ نافعة، وربّ محنة مانحة، والوطنيّ الحقّ منْ ينظر إلى طائفته، ولكن من منظور وطني. كيف ذلك؟ لا تسألوا العثمانَ عن "الكيف" الآن، المهم أنّ زميلنا يُشدّد على وطنيّته، ولا يرى في اندفاعته السّاحقة ضدّ الوفاق و"البشر" الذين ينتمون إلى طائفةٍ معيّنة؛ لا يرى في ذلك إلا إرادة وطنيّة خالصة، صادقة.
إنّه يراهم طائفيين، ولكي يُخلّصهم من طائفيتهم، لابد من اصطفافٍ طائفي، ولكن بعنوان وطني. كيف؟ قلنا لا تسألوه عن "الكيف" الآن، كلّ ما عليكم أن تفهموه هو أنّ زميلنا يرفع راية الوطنيّة، ويكْفيه دليلاً على وطنيّته أنّه مُولعٌ بتجمّع الوحدة الوطنيّة. هل ثمّة دليل أكبر من ذلك؟ ألا يكفي أن يحملَ التجمعُ أعذبَ وأجمل عنوانين: الوحدة الوطنيّة؟
هل اقتنعتم الآن أن زميلنا لم، ولن يتحوّل؟ إنْ لم تصدّقوا، فعليكم الرّجوع إلى أرشيفه القديم في صحيفة "الوسط"، وابحثوا عن مقال لطيفٍ تحت عنوان "تحوّلات المعارضة"، أو مقال آخر بعنوان "مثقف السّلطة". وإذا لم تقتنعوا رغم ذلك، فأنتم أحرارٌ في دنياكم، وابقوا كما أنتم ولا تتحوّلوا!