مراسيم الملك الرعديد: لا يمكن دفعها لكن يمكن التمرد عليها
1970-01-01 - 1:55 ص
"المستبد خواف رعديد، يخاف من أفراد رعيته أكثر مما يخافون منه"
"كلما زاد المستبد عسفا وجورا زاد خوفه من رعيته"
عبد الرحمن الكواكبي
مرآة البحرين (خاص): ماذا يعني أن يصدر ملك ما، أربعة مراسيم ملكية، مكتظة بلغة التهديد والوعيد لشعبه، في مدة لا تتجاوز أسبوعاً واحداً، غير أنه ملك مرتعد من شعبه؟ وما سبب خوفه وارتعاده من شعبه غير تكبره عليهم وعسفه وجوره واستبداده وطغيانه وفساده؟
إنه إسهال المراسيم، والإسهال يلازم الخائف غالباً، خلال أسبوع واحد أصدر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة 4 مراسيم للتضييق على المعارضة وتطويع القوانين لاستهداف قياداتها والأصوات التي تنادي بإنهاء الحكم القبلي لصالح حكم ديمقراطي تعددي.
من الناحية القانونية، الطعن متعذر لأن القوانين لا تسمح للأفراد بالطعن المباشر على القوانين أمام المحكمة الدستورية ولا يمكن إلا عن طريق دفع فرعي أمام المحكمة العادية، وهذا لا يمكن الاستجابة له بدون قضاء مستقل وعادل.
حمد بن عيسى آل خليفة الموجود في لندن، لإجراء مباحثاتٍ، قيل إنها لحلحلة الأزمة التي أرعدت نظامه، يصدر من هناك، مساء أمس 6 أغسطس/ آب 2013 مرسومين بقوانين عن بعد، تمعن في قبضتها الأمنية أكثر، لخنق كل حراك للشعب الذي ثار من أجل التغيير. جاء ذلك بعد أن تخلت السلطة التشريعية بغرفتيها المعينة وشبه المعينة، عن كامل صلاحياتها (الممثّلة لمطالب الشعب)، إلى صالح الملك (الذي ضاق به خناق الشعب)، وأطلقت يده لضرب فئة معينة من الشعب، في سابقة لم تشهدها أي دولة، حتى في العالم الرابع!
المرسومان الأخيران، نصّا على تعديل قانون الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات وتعديل قانون الأحداث، وجاءا بشكل سريع ليواكبا سرعة اقتراب تمرد البحرين المقرر في 14 أغسطس/ آب الجاري. الأول حظر كل أشكال التظاهر في العاصمة المنامة، والثاني هدّد "من يتولى تربية الحدث" بإجراءات عقابية في حال شارك الأخير في تظاهرات تتراوح بين السجن والغرامة. هذا بخصوص مرسوم الملك الرعديد.
لكن بخصوص الشارع الذي لا يكترث بوعيد الرعديد، ولا بمحاولات إرعابه وإرهابه، كان ثمة إجابة أخرى تنتظر مرسوم الملك. فمرسوم التجمعات الجديد الذي يحظر التظاهر في العاصمة المنامة، سقط بعد نحو عشر دقائق من إصداره، حيث شهدت تظاهرة حاشدة جددت المطالبة بتقرير المصير، فيما تستعد لتظاهرة أخرى السبت المقبل ضمن فعاليات التمرد الذي دعا لها ائتلاف 14 فبراير. أما قانون الأحداث الذي حاول ترهيب الآباء والأهالي، فقد كسرته النساء اللاتي اصطحبن أولادهن وبناتهن في ذات التظاهرة التي جابت الحي التجاري القديم في المنامة التي "لن تكون إلا مُلكا لشعب البح%D